فى منتصف الطريق بين قلعتين من قلاع الفنون المصرية، يستقر واقفاً فى مكانه المعتاد بمكتبة كبرى هى الأكثر شهرة لطلبة كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية بالزمالك، نظراته الحادة، ملامح وجهه التى لا تخلو من عمق واضح، ابتسامته العريضة التى يعتليها شاربه الضخم، هى كل ما يملك "عمو أدهم" من مقومات فنية ليتحول من مدير مكتبة هامة ملاصقة للكلية، إلى أشهر لوحة مرسومة بريشة مئات الطلبة على مدار 12 عاماً متواصلة لم يتوقف طوالها طلبة كليات الفنون من رسم وجهه بكل طرق وأنواع الرسم الممكنة، حتى حصل على لقب "هرم فنون جميلة"، ووصل عدد لوحات البورتريه التى رسمت وجهه فقط إلى 120 لوحة علقها "عمو أدهم" خلفه بالمكتبة كحائط بطولات ضخم.
"أدهم عبد السلام" هو الاسم الكامل "لعمو أدهم" كما اختار طلبة كليات الفنون تلقيبه، وقف بموقعه المعتاد بفرع المكتبة الشهيرة بالزمالك، واستقرت خلفه 120 لوحة ملأت الحائط بشكل عشوائى، طرق مختلفة فى الرسم لوجه واحد هو وجهه، عشرات الإمضاءات والتواريخ على كل لوحة من لوح الوجه الأشهر الذى تحدث لـ "انفراد" عن حكاية الرسومات: أنا بقالى 12 سنة بترسم" بضحكة لا تخلو من فخر بدأ حديثه عن حكاية "البورتريهات" خلفه، وأكمل قائلاً : منذ بداية عملى بالمكتبة وأنا ألتقى بطلبة الفنون الجميلة يومياً، أول من قرر يرسمنى هو "جورج البهجوري" رسام مصرى مقيم بفرنسا، وهو أول من أخبرنى أن وجهى "وش يترسم" من بعد لوحته التى علقتها خلفى بالمكتبة، بدأت عروض الرسم تنهال على من الطلبة الذين أكتشف كل منهم زاوية مختلفة لرسم وجهى، ومن هنا بدأت اللوحات فى الزيادة يوماً بعد الأخر بخطوط مختلفة، وتكنيك مختلف لكل موهبة.
بين الكاريكاتير، أسلوب رسم الخط الواحد، والرسم التعبيرى، التوضيحى، وغيرها من أنواع الرسم، ظهر وجه "عمر أدهم" من خلفه 120 مرة، فى 120 لوحة علقها بالكامل، وقرر أن يتقدم بها لموسوعة "جينيس" القياسية، كأكثر وجه تم رسمه فى بورتريه ويقول : لا أعتقد أن هناك وجه تم رسمه أكثر من وجهى، لذلك تقدمت للموسوعة بما أمتلكه من لوحات.
خبرة طويلة اكتسبها "عمو أدهم" من كثرة عدد المرات التى كان خلالها لوحة ملهمة لأحد الطلبة، يعرف الموهوب من خطه الأول على الورق، ولوجهه معزة خاصة لكل من مر بكلية الفنون الجميلة، لا يوجد من لا يعرفه، وأحياناً يعرض عليه أساتذة الجامعة أنفسهم أن يكون بطلاً لأحد لوحاتهم التى ينتهى بها الحال مثل غيرها من لوحات "هرم فنون" على الحائط خلفه.