"التخلى عن الجنين" أو تأجيل العلاج إلى ما بعد الولادة" خياران كلاهما مر تواجههما كل امرأة حامل تكتشف إصابتها بالسرطان أثناء الحمل، أو العكس، مصابة بالسرطان وتكتشف أنها حامل، ولكن دراسة جديدة خرجت لتمنح الأمهات بارقة أمل وأنه بإمكانهن الاحتفاظ بالجنين ومواصلة العلاج أيضًا حيث كشفت الدراسة أن العلاج الكيمائى لا يضر الجنين، وأنه فى الغالب يسبب ولادة مبكرة ولكن دون أن يفقد الجنين حياته.
وحسب موقع " sheknows" قال اختصاصى السرطان الأسترالى "كريستوبل سوندرز" أنه لا يوجد أى دليل على أن العلاج الكيمائى يضر بالطفل، حال تلقى الأم هذا العلاج بعد 12 أسبوعًا من الحمل، لأنه بعد ذلك الوقت تكون كافة أجهزة الطفل تكونت، وتقوم المشيمة بدورها فى حماية الطفل من أى ضرر.
وأضاف "سوندرز" فى مؤتمر طبى بأستراليا، أنه حسب دراسة علمية نشرت هذا الأسبوع فإن الأطفال الذين ولدوا لأمهات خضعن لعلاج كيماوى أثناء الحمل لم ترتفع بينهم نسبة التشوهات الخلقية أو المتعلقة بالنمو والعقل.
فيما قالت البروفيسور "إليزابيث سوليفان" من جامعة سيدنى للتكنولوجيا والتى تقوم بأبحاث على النساء المصابات بسرطان الثدى أثناء الحمل إنها وجدت أن الأطفال الذين يولودن لنساء تم تشخيصهن بسرطان الثدى لديهن معدلات عالية من الولادة المبكرة ولكن معدلات بقائهم (أى الأطفال) على قيد الحياة ممتازة.
وقالت إن 47% من الأمهات فى أستراليا ونيوزيلندا المصابات بسرطان الثدى أثناء أو قبل الحمل ممن درست حالتهن أطفالهن نجوا وظلوا على قيد الحياة، وكانت 18% منهن تخضع للعلاج الكيمائى أثناء الحمل.
وأشارت أن نصفهن تقريبًا ولدن الأطفال قبل إتمام 37 أسبوع حمل، وكان 25% من الأطفال مولودين بوزن منخفض ولكن هذا لم يؤثر على حياتهم.
ورغم أن بعض الأطفال الذين ولدوا لنساء كن يتلقين علاجًا إشعاعيًا أثناء الحمل لم يصابوا بأى ضرر، إلا أن الأطباء نصحوا بألا تتلقى المرأة الحامل علاجًا إشعاعيًا، كما أشار "سوندرز" إلى ضرورة عدم استخدام بعض أنواع علاج السرطان أثناء الحمل مثلا علاج الغدد الصماء والهيرسيبتين لأنها تسبب مشاكل للسائل حول الجنين.
يشار إلى أنه فى وقتٍ سابق من هذا العام، خرجت دراسة بلجيكية بنتيجة مشابهة، حيث أجرى باحثون دراسة على 129 طفلاً ولدوا لأمهات كانوا يتلقون علاج السرطان خلال الحمل، وعدد مماثل من الأطفال ولدوا لأمهات من دون سرطان ووجد الباحثون أن التطور الطبيعى فى نمو القلب والدماغ تتشابه، وخرجت بنتيجة وهى أن علاج السرطان آمن للمرأة الحامل ما عدا خلال الأشهر الثلاثة الأولى.