من المهن القديمة التى انقرضت هوعازف البيانولا وهى صندوق خشبي لونه أسود مرسوم عليه شخصيات كرتونية وزخرفة خشبية ويشبه الدولاب الصغير، وفى وسطه صورة فى إطار بيضاوى يوجد علي جانبه الأيمن "منافيلا" وهي أداة لتدوير الصور داخل الصندوق، وعلى الجانب الأيسر توجد عصا لتشغيل الموسيقى.
يدور حامل البيانولا في القرى والمدن وينادى "اتفرج يا سلام" فيلتف حوله الأطفال ويجتمعون لكي يستمعوا إلى قصصه، فالبيانولا (صندوق الدنيا) توجد بداخلها مجموعة من الصور تدور بشكل متتابع وتحكي قصصا وحكايات من قديم الزمان والأبطال، فكان الطفل يضع رأسه في فتحة ذلك الصندوق ويغطي رأسه بستارة سوداء ويرى الصور ويسمع تعليق ما يحكيه بائع السعادة من شرح للصور.
الة البيانولا بالنسبة للأطفال والكبار كانت عالم آخر مختلف مليئ بالمغامرات والمعلومات والشخصيات المدهشة.
كانت مصر تعتبر ملجأ للذين يسعوا للعمل من الجالية اليونانية والأيطالية وأشتهرت الاسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية والسويس والــقــاهرة بتواجد العديد منهم، وكان اليونانيين المهاجرين المقيمين في مصر يشتهرون بالقيام بها حتي عام 1957 ويعرضون الموسيقي أمام القهاوي ويعطيهم من يريد "البقشيش" ولكنها انقرضت بسبب عدم تمكن غيرهم من عمل شريط ألحان "الموسيقي" الورقي، وبعد ذلك انتشر الراديو والكاسيت والتليفزيون.