" قبل الحرب باسبوع حسيت أن روحه المعنوية مرتفعة جداً ومنتعش"..هكذا وصفت الدكتورة كريمة يونس "دكتورة أسنان" زوجة الشهيد الطيار محمد عبد الوهاب كريدى، زوجها قبل حرب اكتوبر 1973 بأيام قليلة، بعد أن تحملت معه معاناة سنوات أطول منذ خطبتهما بعد النكسة لتعاصره أهم لحظات حياته وأهم معركة خاضتها مصر من أجل الحرية والانتصار.
وروت الدكتورة كريمة فى تصريحات لـ"انفراد" قصة زواجها من الشهيد، حيث تزوجا بعد النكسة، يوم ضرب إيلات 21 أكتوبر 1967، ووفقاً لكونه طيار لم يستطع الحصول على إجازة طويلة لزواجه بل اكتفى بثلاثة أيام فقط ثم عاد إلى الخدمة والعمل مرة أخرى.
وقالت :" 7 سنوات فقط هى مدة زواجى من الشهيد، ومحصلة الأيام التى رأيته فيها خلال تلك السنوات هى شهرين على الأكثر، فكان دائماً ما يأتى لنا لمدة يوم واحد فقط أو يومين، ويعود مرة أخرى الى مكان خدمته فى بعض المطارات خارج القاهرة، وكان يتواصل معى عبر الهاتف الأرضى، حتى استشهد فى إحدى العمليات العسكرية عام 1975".
وأضافت :" عاصرنا حرب 73 بعد أن مررنا بأيام وظروف قاسية لن أنساها طوال حياتى، فخلال أيام الحرب لم أتحرك من أمام التلفزيون والراديو لأستمع الى أخر الأخبار والبيانات التى كان يذيعها الجيش، ورغم خوفى عليه إلا إنى كنت مطمئنة وأشعر بقرب النصر لما رأيته من حماسة فى عيون زوجى".
وأردفت:" طبيعة شغل زوجى التى جعلته بعيداً عنا طواالوقت علمتنى أن أعتمد على ذاتى ، وكنت بمثابة الأم والأب فى المنزل، وصممت على تربية أبنائى بنفسى ، وكنت أذهب لصرف المرتب عن طريق التوكيل الذى قدمه لى زوجى أثناء غيابه عنا، فلم أترك منزلى طوال فترة غيابه والحرب، وصممت على استكمال المسيرة وحدى حتى الأن".
واستطردت قائلة:" زوجى الشهيد شارك فى الضربة الجوية الأولى وقام بضرب مواقع الرادار فى تجمعات القوات الإسرائيلية، ولم أعرف أنا وأبنائى تفاصيل الحرب إلا بعد عودة زوجى لنا سالماً فروى لنا أدق التفاصيل والطلعات الجوية التى شارك بها، وحينها رأيت فى عينيه فخراً لن أراه سابقاً، وبعد مرور فترة قصيرة اصطحبنى أنا وأبنائنا " أحمد وعمر" فى زيارة الى خط بارليف وظل يروى لنا اللحظات التى عاشوها فى ذلك المكان حتى حققوا النصر لمصر".
واختتمت حديثها قائلة : " لسة معلقة صورته لححد دلوقتى بالبدلة فى البيت، وابننا استكمل مسير أبوه والتحق بالكلية الفي=نية العسكرية وتخصص فى قسم ميكانيكا طيران بعد النصر والفخر لذى حققه والده الشهيد"
وعن وفاته، قالت إنه استشهد فى إحدى العمليات العسكرية عام 1975 فى المنيا بعد سقوط الطائرة التى كان يستقلها وحريقها بإحدى قرى المنيا ، وقد تسلمت عنه نوط الشجعاة من الدرجة الأولى من القوات الجوية.