رحل الأبنودى عن عالمنا ومازالت كلماته تتردد على مسامعنا وتداعب عقولنا وتشعل حماستنا حتى الأن، فعلى الرغم أنه انتقل على عالم أخر إلا أن قصائده مازالت حية ترزق تحيى ذكراه وتسجل مواقفه وتيقظنا من غفلة الأيام حتى لا يسرقنا الزمن دون أن ندرك ما هو كان مأمول.
فمازالت رسائل" الخال" لشباب الثورة تبعث روح المقاومة فى نفوسهم وتدعم مواقفهم وتثبتهم مهما كانت الظروف من حولهم، فمنذ انطلاق الثورة ووسط تراجع من قبل بعض الوجوه عن تدعيمها ، وقف الأبنودى وقفة وجود مع الشباب الثائر وأطلق مجموعة من القصائد التى كانت طالما اعطتهم دفعة على الأمام وأشارت لهم إلى الجبان والبايع واللى خان.
وكان من بين هذه القصائد " الميدان، أن الأوان يا مصر، ضحكة المساجين، لسه النظام مسقطش، رسالة إلى كهنة الإخوان"، وغيرها من القصائد التى كانت بمثابة سلاح وجهه فى وجه دولة العواجيز، ونهج لشباب الثورة يعنهم على الوصول إلى بر الأمان.
فطالما احتوت قصائد الأبنودى على نصائح ووصايا حاول ان يوجهها على شباب المقاومة وكأنه كان يعلم بأن موعد رحيله قد حان وأراد أن يترك وصاياه العشر قبل أن يفوت الأوان، كما تضمنت أحاديثه التليفزيونية والصحفية مجموعة من الرسائل الموجهة بشكل مباشر لأبناء الثورة عندما نصحهم بالانتماء للوطن ودراسة الأدب والفن والثقافة والاقتصاد والبعد عن خدع الحياة، وكانت أخر رسائله للشباب عن صدق عميق ظهر فى صوته فى أيامه الأخيرة "لشباب مصر ما تشربوش سجاير".
كما أوصى الرئيس " عبد الفتاح السيسى" خير بشباب الثورة حينما أكد على ضرورة الإفراج عن شباب الثورة، والمعتقالين السياسين، وقال وقتها افرجوا عن الشباب واحبسونا بدلهم.
وفى ذكرى ميلاده من وحى قصائد "عبد الرحمن الأبنودى" تستعرض "انفراد"وصايا الخال الخمس التى وجهها لشباب ثورة 25 يناير والتى حاول من خلالها أن يخلد صورة الميدان ومشاهد المقاومة فى ذاكرة التاريخ.
أن الأوان يا مصر
تمت كتابة القصيدة بعد تعديلات اكثر من 3 مرات بسبب تدفق الأحداث وتطورها على الساحة، وحاول من خلالها أن يكرم شباب الثورة ويعطيهم الثقة بالنفس واصفا إياهم بانهم هم الأساتذة وجيله جيل التلاميذ.
وقلبها قلبة اللي بيها مش هنتعدلُ.. آدى الشّباب اللّى عَلَى قلبِك يا مصر عزيز خلُّونا تانى نِحِسَّ إنّ احنا مش عواجيز خدعونا لمّا قالوا لنا: "يا أساتْذِتْنا" شُفنا الأساتذة فْ ثوانى بيرجعوا تلاميذ أعلام تغطي ميادينها بعدد الناس
قصيدة الميدان
هنا حاول " الأبنودى" أن يلفت انتباه الشباب للغدر وأن يدفعه للتحقق من الكلمات التى تقال له، وأن لا ينخدع بالوجوه المزيف.
حقق فى كل الكلام اللى بيتقالك
ما هى الحقيقة وشوش إتعب لها تبان لك
وابعد عن اللى باعوك من قبل أحسن لك
تحت الوشوش فيه وشوش أصحابها ناويين لك
وعاد ليؤكد على فكرة التخوين قائلاً
و حاسبوا أوى من الديابة اللى فى وسطيكم.... حاسبوا اوى من الديابة اللى فى وسطيكم ..... والا تبقى الخيانة منكم فيكم ...... الضحك على البق بس الرك على النيات ... فيهم عدوين أشد من اللى حواليكم!!!!
* ضحكة المساجين
هنا صرخت كلمات الخال لتكرم كل معتقل سياسى وذليل داخل أسوار السجن بسبب شجاعته ومقاومته خارجه عندما قال :
طوبَى لكل المسجونين باطل
فى زمن.. بيخدعنا وبيماطل
ثم عاد ليلقى برسالته ووصيته الموجهه للشباب عندما حذر من نيران الفرقة ودعى للتوحد.
يا شموس بتبرُق فى غُرَف عِتْمين.
كل اللى زرعوا ما بينّا سُور الفُرقة
وبْيقْسِمونا.. فرقة تكره فرقة
فى النية.. مصر الواحدة تبقى اتنين.
* لسه النظام مسقطش
بعد التخبطات فى الأوضاع السياسية بعد ثورة 25 يناير أطلق "الأبنودى" قصيدة " لسه النظام مسقطش" لتكون بمثابة تنبيه للثوار بأن النضال مازال مستمراً.
سامحينى يا ام الشهيد..ما جبتلوش حقه..
أبنك-عريسنا-اندفن ورصاصته فى حلقه
والرب عارف وشايف ما جرى لخلقه!!.
ابنك شهيدى..خلق عيدى..ورحل صامت
وزمايله واصلوا لحد الغمه ..ما غارت
رسالة إلى كهنة الإخوان
وبعد اعتلاء جماعة الإخوان الإرهابية الحكم انطلق بقصيدته " رسالة إلى كهنة الإخوان" ليحذر الشباب من هذه الجماعة وليتذكروا كلامه حتى وإن رحل.
"أذكرونى .. لأني كان ممكن أبقى عايش/ وأبقى طاووس يخبي صوته القبيح فى أحلى ريش/ أتصدر المحافل لابس البدلة اللى بتدارى الكفن/ أتصدر المحافل وانا قافل أى شباك عالضيا/ وابقى سافل واستخبى تحت لفتات الحيا".