اكتسح اليوم هاشتاج # حكمة_ أنت_ماشى _عليها موقع التواصل الاجتماعى " تويتر" واحتل قائمة " التوب ترند" ساعات متواصلة، وصاحبه مجموعة من التعليقات التى حاول من خلالها المصريين أن يشيروا إلى أهم الحكم التى من المفترض أن يسيروا عليها، وهنا عليت الشعارات والأقوال والقواعد المثالية التى من الصعب تحقيقها على أرض الواقع ، وفى نفس ادعى البعض أنها المبدا الذى يسيرون عليه.
لكن فى الوقت ذاته إذا انتقلنا من هذا العالم الافتراضى حاملين معنا هذه الأقوال وحاولنا أن نفتش عن الأفعال والسلوكيات التى تنسب إليها داخل مجتمعنا الشرقى، هنا يمكننا أن نتأكد أن المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى حمادة وفى الواقع حمادة تانى خالص.
فبين عامل الناس بأخلاقك، سامح مهما عظمت الذنوب، اختار الصدي" تشكلت حكم ونصائح المصريين التى من الصعب أن تجد قائلها مطبقا لها كما يظن، فوفقا لما قالته الدكتورة " فدوى عاطف " أخصائى علم الاجتماع، هناك تناقض كبير بين كلامنا على مواقع التواصل الاجتماعى وبين أفعالنا فى الواقع .
فقالت " فدوى" : مجتمعاتنا الشرقية بشكل عام تعانى من الانفصام، فهناك فرق كبير بين الكلمة وبين الفعل، ولأننا عادة ما نريد أن نتظاهر بأفضل صورنا لذلك نتخذ من الكلمة سلاح زائف نزين به حقيقتنا، لذلك تعودنا على تفضيل الكلمة على الفعل، ومن هنا يظهر الشخص على " فيس بوك" أو " تويتر" بشخصية مختلفة تماما عن شخصيته الحقيقية.
فى حين كان لتفسير الدكتورة " شيماء عرفه" اخصائى الطب النفسى تفسيرا أخر حيث قالت ": للأسف يعد الكذب من أكثر الأمراض النفسية التى أصابت مجتمعاتنا وجعلتنا نبتعد عن الحقائق مهما كان الأمر بسيط ويسر، فأصبح الكذب ظاهرة مجتمعية لا يمكن الاستغناء عنها ودائما ما تخللت كلماتنا بقصد أو بدون قصد .
متابعة": ويمكن ارجاع هذه الطبائع السلبية إلى ضعف الشخصية والتعامل النفسى الخاطئ مع الأطفال، فالتجمل وذكر أشياء تحسن من صورتنا امام الآخرين أمر إيجابى فى حين البوح بالحقيقة سيقابل بالعقاب والإهانة ، لذلك اتخذ المواطن الشرقى من الكذب وسيلة سريعة للوصول على صورة الكمال، حتى إذا كانت مجرد صورة زائفة.