ابتسامات تُزيّن وجهيهما وعيون لامعة ترى أمامها ذكريات قصة حب عاشت طيلة 45 عاماً وما زالت بتفاصيلها حتى الآن حية لم تنتقص الأعوام من حبهما شيئاً، يروى الحاج صلاح قصة حبه مع الحاجة ناهد والتى بدأت منذ نعومة أظافرها وهى فى عامها الدراسى السادس، عندما كان يذاكر لها دروسها فى منزلها منذ أن كانا جيران في حى الأميرية، ذلك الحى الشاهد على ذكريات حب نشأ بين جدرانه حتى تُوّج بالزواج.
وعندما قامت حرب 1973 كان الحاج صلاح جندى فى الجيش فى سيناء، بينما كانت ناهد فى مرحلة الاعدادية، فهو يكبرها بـ7 أعوام، وخوفاً عليه من دمار الحروب الذى قد يُنهى حياته، حاولت ناهد التطوع فى التمريض العسكرى لتستطيع أن تطمأن عليه، إلا أن والديها رفضا ذلك.
وبعد انتهاء فترة الجيش خطبها الحاج صلاح لمدة قصيرة وتزوجا عام 1979، وأنجبا ابنهما الأكبر محمد الذى يبلغ عمره الآن 36 عاماً، وأحمد الذى يبلغ الآن 34 عاماً، لم يستمر الحال بهدوء كما اعتادا الزوجان فبعد إنجابهم لابنتهم هبة سافر الحاج صلاح إلى الإمارات بحثاً عن لقمة العيش هناك، إلا أن دموع زوجته ناهد كانت تنهمر يومياً لعدم وجوده بجانبها فى مصر، ما جعلها ترسل له الجوابات العاطفية المليئة بكلام الحب وشرائط لأغانى رومانسية له في الإمارات ويبادلها هو نفس الفعل، وعن الجوابات تقول ناهد "لسه محتفظين بيها لحد دلوقتى في صندوق وكل ما نفتكرها نضحك الجواز مخلاش الحب يقل ده خلاه زاد أكتر".
وقبل حصوله على الجنسية الإماراتية بعامين ونظراً لتمرد ابنهما أحمد الذى كان حينها في مرحلة المراهقة، استغاثت الحاجة ناهد بزوجها صلاح فى غربته، فعاد الحاج صلاح إلى مصر مرة أخرى تاركاً رغد العيش هناك، خوفاً على زوجته.
وتروى ناهد "لما اتجوزني اهلى كانوا معارضين عشان هو كان فقير بس صممت انى اتجوزه وقالى انا هخلى الناس كلها تحسدك على العيشة الى انتى عيشاها وعشت معاه أيام كلها هنا"، ورغم أن عادات الرجل الشرقى تمنعه أن يساعد زوجته فى الأعمال المنزلية، إلا أن الحاج صلاح كان يقوم بكافة الأعمال المنزلية فى غياب زوجته.
ويقول صلاح "الحب الحقيقى مبيقلش بعد الجواز بالعكس ده بيزيد مشاعرنا من 45 سنة متغيرتش دي بتزيد أكتر"، وبضحكات رقيقة ووجه مشرق تستكمل الحاجة ناهد حديثها عن قصة حبهما "الأيام بتجرى واحنا عجزنا مع بعض وبقى عندنا أحفادنا كمان بس لسه محتفظين بكل حاجة الصور والجوابات وحتى المكان اللى كنا بنتقابل فيه لسه فاكرينه".