لم تكن بيوت أجدادنا تعرف الطريق إلى ألوان الديكورات الحقيقة، فقد كانت بسيطة التكوين والمفردات ولهذا كانت تسعى ربة المنزل دائماً أن تضع لمساتها الأنيقة بإضافة بعض الأعمال اليدوية والتى كانت تنحصر فى قطع بسيطة من المفروشات المطرزة بمهارة، أو لوح "الكنفاه" التى كانت بمثابة أحد الهويات المحببة لقتل وقت الفراغ.
أما اليوم نجد أن بعض البيوت الجديدة تقتبس من مفردات بيوت الأجداد بعض المفردات لتكون بمثابة ديكور راقى أو اقتباس لبعض الأوقات الهادئة من الزمن الجميل.
على الرغم من أن أدوات الطهى الحديثة أصبحت أكثر تطوراً من قبل إلا أن " الهون" مازال يعيش فى المطابخ الحديثة سواء للزينة أو لطحن حبوب الحبهان للقهوة أو تحضير خلطات البهارات الرائعة على طريقة الجدات .
ولا يوجد لليوم صوت يضاهى الألحان القديمة عندما تتدفق من بوق " الجرامافون" فمازالت الأبرة الدقيقة تعمل على قراءة الأسطوانة السوداء لنسمع أجمل الألحان لنعيش لحظات مسروقة من الزمن الجميل، وهو ما كان يشعر به عشاق الجرامافون قديماً أما اليوم فتحول إلى قطعة ديكور مميزة لا يعرف من يقتنيها صوتها، ويكتفى بمظهرها المميز.
وكان فى السابق لا يخلو بيت من ماكينة للخياطة لتصلح الأم ملابس صغارها كلما دعت الحاجة وقد يكون لا يوجد اليوم مجال لهذا الإصلاح ولكن وجودها يذكرنا ببعض الذكريات الجميلة، أما اليوم فيستخدمها مهندسو الديكور قسم النوستاليجا فى المنزل، واستخدامها فى الديكور الذى يميل إلى العودة والحنين للماضى.
ومن العادات المتبعة فى أغلب البيوت المصرية قديما أن ربة المنزل كانت تستغرق الساعات فى تحميص وطحن البن ، فما أن تفوح رائحة فنجان القهوة فى الأجواء حتى يعرف الزائر أنه على موعد مع فنجان قهوة تم أعداده بعناية فائقة ولهذا تحرص بعض البيوت على شراء مثل تلك القطعة القديمة أما للاحتفاظ بها على أرفف المكتبة لتكون بمثابة قطعة ديكور أو لارتشاف فنجان قهوة ممزوج بعبق الماضى الجميل.
قد يضم المنزل أحدث أساليب الإضاءة الحديثة، ولكن تظهر لمبة الجاز على أحد الحوائط لتكون بمثابة قطعة ديكور أنيقة، ذات لمسات بسيطة على جو المنزل العام ، وأحيانا يحرص أصحاب المنزل على استخدامها وقت انقطاع الكهرباء.