أخيرا استفاق اليمنيون من وطأة القصف الذهنى والدعاية السوداء للدول الراعية للإرهاب وبدأوا فى طرح الأوهام والرموز المزيفة التى حاولت قطر وتركيا وأبواق جماعة الإخوان الإرهابية الترويج لها، ولأول مرة نرى هذا الحراك الواسع للشباب اليمنى فى مواجهة واحدة من أكبر الأكاذيب التى ابتلى بها اليمن الذى كان سعيدا، وأعنى بها «توكل كرمان» الإخوانية، بوق تنظيم الحمدين القطرى.
الشباب اليمنى خرج للشوارع فى مسيرات وأنشأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لإيصال رسالة دالة وشديدة الوضوح والتكثيف مؤداها «توكل ليست منا.. تسقط كل مشاريع قطر والخونة ومن يريدون الإساءة لمصر» و«توكل الخائنة عميلة قطر ليست من اليمن»، وكلا الرسالتين الواضحتين تكشفان كيف ينظر اليمنيون وخاصة الشباب إلى توكل كرمان الآن وأشباهها من الرموز الفاسدة وأبواق الإخوان وعملاء تنظيم الحمدين، التنظيم الذى أنفق عشرات المليارات من الدولارات لصناعة وهم اسمه قطر العظمى، بينما الدوحة القزمة تروج للمشروع الصهيوأمريكى ولنزع عروبة المنطقة العربية!
الأكذوبة الإخوانية توكل كرمان تمت صناعتها وتسويقها بمنحها جائزة نوبل للسلام كناشطة نسوية ثورية، دون أن يعلم اليمنيون والعرب ماذا قدمت هذه «الكرمان» حتى تحصل على الجائزة الأرفع عالميا سوى أنها حائزة على الرضا من القوى الاستعمارية الجديدة المعنية بملفات تدمير المنطقة العربية وإعادة تفتيتها بالحروب الأهلية والمجاعات والأوبئة ونشر الفصائل المسلحة المتطرفة بها بديلا عن الدولة المركزية المستقرة.
وبعد منحها الجائزة الرفيعة عالميا، تحولت توكل كرمان المغمورة إلى ناشطة ثورية ومدافعة عن الإنسانية وبالطبع معبرة عن الحراك الثورى فى جميع الدول العربية، فى سوريا تدافع عن الفصائل المسلحة وفى اليمن تطلق تصريحاتها الهلامية مقتدية بنموذجها محمد البرادعى وفى مصر تناصر الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية وتطلق التصريحات والتغريدات المسمومة والطافحة بالكراهية العمياء للمصريين وجيشهم وقيادتهم، وهكذا صدقت نفسها أنها رمز معبر عن الإنسانية بينما هى فقاعة من فقاعات النظام الاستعمارى الجديد وبوق يجرى صناعته واستخدامه لقصف العقول العربية وخداع الشباب المتحمس بالعبارات الإنشائية الفارغة.
لم يفكر اليمنيون والعرب إلا متأخرا، لماذا تم منح هذه التوكل كرمان جائزة نوبل الرفيعة، وهى جائزة منحازة سياسيا وموظفة أيديولوجيا وتستخدم فى إضفاء القيمة والبريق على شخصيات ارتكبت جرائم فى حق أوطانها وانحازت للمخططات الغربية على حساب التوجهات القومية والوطنية، ومنهم على سبيل المثال ليخ فاونسا مؤسس حركة «تضامن» البولندية المناهضة للاتحاد السوفييتى عام 1983، والمنشق الصينى الدلاى لاما عام 1989، ومخرب الاتحاد السوفييتى ميخائيل جورباتشوف عام 1990، والمعارِضة الإيرانية شيرين عبادى عام 2003، ومحمد البرادعى عام 2005 بعد توليه إدارة هيئة الطاقة الذرية، وباراك أوباما عام 2009 دون أن يحرز شيئا يفيد الإنسانية بل أجرم فى حقها بتفعيل المشروع الصهيونى لتدمير المنطقة العربية.
الأفضل فى جميع الأحوال، أن يفكر اليمنيون والعرب فى تحطيم أكذوبة الإخوانية توكل كرمان، فما يأتى متأخرا أفضل من ألا يأتى مطلقا، وها هى اليقظة اليمنية والعربية تكسر الأبواق وتنزع ورقة التوت عن صنائع الاستعمار الجديد وتحرق الكروت التى طالما لاعبنا بها هذا الغرب الاستعمارى لدفعنا دفعا إلى السير وراءها وإلغاء عقولنا وإراداتنا. اليوم نعيش لحظة فارقة تمثل انكشاف الغرب الاستعمارى وعملائه وطلائعه، وفكروا معى أين تنظيم الحمدين وقناته الجزيرة اليوم؟ أين البرادعى ووائل غنيم وأيمن نور وغيرهم من الوجوه العكرة المزيفة؟ أين الغنوشى وبطانته فى تونس؟ أين ميشيل كيلو وجيش سوريا الحر وقيادات جيش الشام؟ أين توكل كرمان وإخوان اليمن؟