عندما وافق الخليفة عمر بن الخطاب، على فكرة عمرو بن العاص، بفتح مصر، حتما كان يعرف أن ذلك سوف يكون فارقا فى مستقبل الإسلام، لكننى أظن أنه لم يكن يتوقع حجم الدور الذى ستقوم به مصر فى حماية الدين والدفاع عنه.
وعبر التاريخ الطويل للوجود الإسلامى فى مصر، التى استطاعت أن تملك روحها الخاصة فى الدين الجديد، استطاعت أن تخوض حروبا وتنتج رجالا يحملون راية الإسلام وعلى رأس ذلك ما فعلته فى موقعة عين جالوت ضد التتار الذين كانوا قد اجتاحوا الشرق كله مثيرين الرعب فى كل مكان، وعلى رأس ذلك فى العراق حاضرة الخلافة نفسها.
فى سنة 2020 سوف تكون مدينة القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية، بما يعنيه كل ذلك من إلقاء الضوء على التاريخ الإسلامى لهذه المدينة العظيمة فى هذه الحضارة، وذلك انطلاقا من كون برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية يسند سنويا إلى ثلاث مدن إسلامية عريقة واحدة عن كل من المناطق الإسلامية الثلاث، العالم العربى وأفريقيا وآسيا، تضاف إليها العاصمة التى تستضيف المؤتمر الإسلامى لوزراء الثقافة الذى ينعقد كل عامين.
ومع القاهرة ستكون هناك أيضا بخارى «أوزبكستان»، وباماكو «مالى».
واختيار القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية 2020 لا يقل أهمية عن اختيار الأقصر عاصمة الثقافة العربية لعام 2017، فلهذا نتوقع من وزارة الثقافة بأنها تستعد ببرنامج ثقافى ضخم فى قلب القاهرة، يهدف إلى نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية للمدينة لما قامت به فى خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية، لذا نتوقع وجود عدد من المؤتمرات المهمة عن تاريخ مصر الإسلامى ودور المدينة فى حماية التراث، كما نتوقع إقامة العديد من حفلات دينية، ودعوة وفود وفرق موسيقى إسلامية من الدول المختلفة، إضافة إلى إصدار عدد كبير من الكتب التى تحاكى تاريخ القاهرة الإسلامى.
وفى الوقت نفسه إننا علينا تسليط الضوء على ما يقدمه جهاز التنسيق الحضارى بالتعاون مع اللجنة القومية لحفظ التراث، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، فجهاز التنسيق الحضارى يعمل حاليا على تطوير القاهرة الخديوية بعقاراتها وشوارعها، إضافة إلى أنه يقوم حاليا بتطوير منطقة سوق السلاح، وأيضا المنطقة المحيطة بتكية أبو الدهب وهذه الأماكن تعرف بالقاهرة الفاطمية، ونتوقع أيضا أن يتوسع التنسيق الحضارى فى تطوير مناطق القاهرة التراثية قبل 2020.