فى الحياة يتذكر الناس الموت فى حالتين: الوعظ والهرب من مشاكل الواقع المتراكمة، لكن الذين ذهبوا للموت ثم عادوا للدنيا مرة أخرى يقولون إنها تجربة لطيفة مليئة بالنورانية والألوان البيضاء والقدرة على الطيران، بعضهم شعر بها جسديا حينما تعرض لحادثة حتى كاد يفقد روحه فى ذروة الخطر، وآخرون يتحدثون عن أرواحهم التى حلقت فى سماء الغرفة فى حالة تسامى مليئة باللذة، لكن ألمهم الوحيد يتلخص فى عدم قدرتهم على تحريك أطراف الجسد الممدد أمامهم على الطاولة، ولم يعد بعض الناس يتهيبون الغموض حول عملية خروج الروح. المتدينون فقط يخشون من المصير الذى يليها، ربما لأن تلك الروايات خففت عند الناس من صورة الألم الذى يصاحب الموت، لكن هذه النظرية أيضًا تسقط عندما تشاهد فرحة الذين عادوا من الموت بحلاوة الحياة.. يقينى أن الموت الحقيقى مؤلم جدًا لكن من يجربونه لا يملكون الفرصة ليحدثونا عنه.