ليس غريبا أن نسمع فى الغد القريب أن حكومة نيتانياهو قررت إطلاق اسم توفيق عكاشة على أحد شوارع عاصمة الكيان الصهيونى تل أبيب ظنا منها أنه رجل السلام - الوهمى - الذى تبحث عنه والذى ظلمه دعاة الحروب وأعداء السامية، الراغبين فى حرق اليهود وتشريدهم بين بلدان العالم أو حرقهم كما فعل هتلر، ليستعطفون البشرية نحوهم ويجعلهم يغضون الإبصار تجاه المجازر التى يرتكبوها ضد الفلسطينيين يوميا .
للأسف أنه أمر متوقع أن يكون عكاشة بطلا قوميا فى إسرائيل، بعد أن اضطهده شعبه لمجرد أنه جلس مع سفيرهم، وليس بعيد أن يسوقوا له على أنه نيلسون مانديلا هذا العصر أو مالكوم أكس، أو مارتن لوثر كينج، أو مهاتما غاندى مع الفارق الشاسع فى المقارنة بين ما قدمه أولئك للعالم، وبين ما قدمه ذلك التوفيق، الذى لا علاقة له بالتوفيق نهائية .
ما يجعلك عزيزى القارئ تتعجب أن المدعو توفيق عكاشة عندما حاول تبرير جرمه فى حق شعبه ووطنه جلس يتحدث عن الفوائد الجمة التى ستعود على مصر من مفاوضاته الهلامية وأفكاره الفلزية الديماجوجية اللوزعية المستوحاة من قراءته العميقة ورؤيته الثاقبة لمستقبل مصر، وأنه صاحب العقلية التى لم يصل اليها غيره فى البشرية ، فوجدناه يسرد أن سبب أزمة سد النهضة هى إسرائيل ، أن عدم دخول مستثمرين أجانب لمصر أيضا هى إسرائيل هذا فى ظل معاهدة السلام ، أضف إلى ذلك أيضا أنه فى ظل تلك المعاهدة ، إسرائيل استفادت من الغاز المصرى واحتالت على نظام مبارك وضيعت علينا مليارات الدولارات ، كما أنها استغلت تلك الاتفاقية واستخدمت ضعاف النفوس كى تدخل مبيدات مسرطنة لتدمر أبناء هذا الوطن ، كما أنها كانت سببا فى تخريب صناعة الغزل والنسيج المصرى بعدما اضطررنا على التوقيع على اتفاقية الكويز كل هذا حدث فى ظل السلام الوهمى الذى يتحدث عنه عكاشة ، كل هذا حدث يحاول يقنعنا أن إسرائيل تبحث عن مصلحة المصريين .
عزيزى القارئ لا تتعجب أن تسمع قريبا عن شارع فى العاصمة الإسرائيلية تل أبيب يحمل اسم توفيق عكاشة رجل السلام الإسرائيلى – رجل مصالح الكيان الصهيونى فى المنطقة العربية – فتوفيق عكاشة قدم الخدمة الأكبر لهذا الكيان فى هذا القرن مستغلا ثقة أهل دائرته ليكون صاحب مكانة شعبية محاولا أن يكسر الحاجز النفسى والتاريخى المترسخ فى عقول كل أبناء هذه الأمة تجاه هذا المغتصب الذى قتل وشرد واحتمى خلف ستار من الأوراق تحت اسم معاهدات واتفاقيات بداية من وعد بلفور وما تلاها من معاهدات أخرى ..
وفى النهاية مهما كثر الحديث أو قل لن تتغير عقيدة هذا الشعب ولن نتضرر مما يدعيه المدعو عكاشة من حملة التسويق الإعلامى التى تستغلها اسرائيل بخبثها المعهود على مر التاريخ بعد الانتفاضة الشعبية التى خرجت ضده تصرفه الأحمق .