لا شك أن لقاء النائب المطرود من مجلس النواب توفيق عكاشة بالسفير الاسرائيلى أعاد للأذهان أن القضية الفلسطينية ما زالت فى خاطر الشعب المصرى وأن أى مُطبع مع الكيان الصهيونى سيكون محله اللفظ والرفض الشعبى قبل المؤسسى، وأظن أن اللقاء دار حوله حاله من الزخم لم يكن يتوقعها أحد بما فيهم النائب المطرود نفسه.
لقاء "عكاشة" بسفير إسرائيل فى القاهرة كان بمثابة استطلاع رأى حول مدى تذكر المصريين للقضية الفلسطينية أم أن نبض الحياة للقضية الأم توقف فى مصر، بسبب كثرة مشاكل الحياة التى يعانى منها المصريين بشكل يومى من قضايا اقتصادية وغلاء أسعار وانخفاض أجور وتطاحنات سياسية داخل المشهد المصرى، ولكن الواضح أن ردود الأفعال على اللقاء طغت على كل شيء بما فيها جولة الرئيس الآسيوية.
وهروع السفير الإسرائيلى لقبول الدعوة لم يدل على شيء سوى عدة أمور لم يعلمها ممثلو إسرائيل عن مصر وشعبها، وأبرزها هى عدم دراسة الرأى العام فى مصر، ومحاولة إسرائيل بكافة الأشكال الاندماج فى الشارع المصرى، اللعب على اغراق المصريين فى قضايا ومشاكل يومية لنسيان العدو الحقيقى والقضية الأمة.
ولكن ما لاحقوا أن يحصدوا ثمار اللقاء الباطل إلا وصفعة مصرية خالصة لامست وجوههم قبل أن يلقى الحذاء رأس توفيق عكاشة، وأعادهم اللقاء إلى ما قبل 1948 وقت حرب فلسطين التى لم تتحرك فيها المواقف المصرية والعربية قيد أُنمله.
على إسرائيل أن تعى أن مصر والأمة العربية فى كبوة الان وتعيد ترتيب أورقاها بسبب ما أسلفه قادة العصور السابقة، وأن قضية فلسطين وإعادة حق شعبه المسلوب ستظل القضية المركزية وأن اللحظة التى سيتحرر فيها بيت المقدس قادمة لا محالة فعليهم أن مخاطبة الجواسيس ليقولوا لها "ما زال نبض مصر تجاه القضية الفلسطينية ينبض وسيظل ينبض إلى أن تأتى ساعة الملحمة لترد الحقوق لأصحابها".