تحتاج الطبقة المتوسطة لدراسة جادة من الحكومة إذا كانت تهتم فعلًا بقياس مفعول الإصلاح الاقتصادى والإدارى والتشريعى على المواطنين، لأنها الطبقة التى دفعت القسم الأكبر فى فاتورة هذا الإصلاح من مدخراتها وطموحاتها وتطلعاتها فى تأمين حياة أفضل لها ولأبنائها، وكان صبر هذه الفئة على قسوة الإصلاح الاقتصادى نابع من مستواها التعليمى والثقافى الذى يدرك تمامًا أن الخيارات الأخرى كارثية، وكذلك لثقتها فى أن كل ألم تتحمله الأسرة اليوم سيصبح مع الصبر ثمرة يحصدها الأبناء فى المستقبل، لكن بعض الأسر لم تستطع الصمود وانتقلت إلى فئة محدودى الدخل دون أن تستطيع إثبات ذلك فى مستندات وزارة التضامن أو التموين، والحكومة فى هذه الحالة ملزمة بتوسيع قاعدة الحماية الاجتماعية من أجل هؤلاء الذين كانوا يحلمون يومًا بالإنتقال للعيش فى مشروع سكنى فاخر فساءت ظروفهم وأصبحوا فى العراء، لكنهم للأسف لا يقبلون التبرعات.