يبدو الحديث عن الصحافة وواقعها البائس شأنًا لا يلفت الأنظار خارج دائرة المهمومين بها، فالجميع يطالبها بالصدق والدقة والحياد والتطور، دون أن يرشدونها لاستثمار يجعلها تعيش لتحقق هذه المعايير، أما المتبقى من جمهور القراء فلم يعد الواحد منهم يحمل هذا الارتباط الذى كان سابقًا بين القارئ وصحيفته المفضلة، وهؤلاء «الجميع» تركوها للمقادير تخصم من أرصدتها، منافسة ظالمة مع منصات لا تستهدف الأخبار فقط، واسثمارات خائفة تبيع صحفها بخسارة، وحالة ملل سياسى لدى الجماهير التى شهدت فى 7 سنوات ما لم تشهده فى بقية عمرها، فقررت أن تبحث عن الاستمتاع أولًا ثم تأتى الحقيقة كما تشاء، وتلك كانت ضربة قوية فى عصب الصحافة ضاعفت التحديات فى استعادة هذه الجماهير، أو تعاطفها على الأقل، فالصحافة ليست مهنة تراثية نتركها تندثر مع اندثار الورق، هى شراكة متكافئة بين صحفى وقارئ سيخسر كلاهما بصرف النظر عمن ترك يد الآخر أولًا.