النجاحات الصغيرة لا تقود بالضرورة إلى انتصار كبير، لهذا ليس من الحكمة الاحتفاء مبكرًا بالعقوبات الأمريكية الجديدة على طهران، وما يصاحبها من أزمة اقتصادية بسبب انهيار العملة، وتراجع الاستثمارات، وكل الجهود والمساعى العربية المخلصة لوقف التمدد الإيرانى لا تعنى أن ننسى فى غمرة الغضب من نظام الملالى، أن الولايات المتحدة لا تحب العرب أكثر من مصلحتها، وأن ضغطها على إيران قد لا يتوقف عند سقوط النظام الحالى، ربما تتمادى إلى إسقاط البلد بأكمله لتعيد تشكيله أو تتركه يذهب للمجهول بلا عودة، وهذا سيناريو يجب ألا يغيب عنا حتى فى أوج الخلاف مع طهران، فالسقوط بهذه الطريقة قد يصنع زلزالًا يجد المناخ الملائم للانتشار فى منطقة تعوم على مخزون كاف من القلق.. الخوف هنا ضرورة، والجاهزية فريضة، والفرحة المفرطة خطر.