جميعنا يعرف أن السياحة فى مصر تعانى بشكل كبير، وأن هناك قطاعا مهما من الشعب المصرى أصبحت ظروفه على غير ما يرام بسبب تراجع هذا الجانب الاقتصادى المهم، والأكثر ألما أنه حتى الآن لم تتضح الأمور لنعرف أن هذه الأزمة ستنتهى بعد وقت معين، فالجميع يحاول وعلى الله قصد السبيل، لكن لنا أن نقارن بين ثلاثة مواقف حدثت مؤخرا تكشف رؤيتنا لهذه الأزمة.
الموقف الأول هو ما فعله وزير السياحة هشام زعزوع خلال حفلة «الليلة المصرية» التى أقيمت بالعاصمة الألمانية برلين، حيث قام بعرض صور لمجموعة من المصريين البسطاء الذين يعملون بالمجال السياحى، والتى تتمثل فى «شاب يحمل تماثيل مقلدة وسلعا سياحية بمنطقة الأهرامات»، وصورة أخرى لصاحب حنطور بالأقصر، وقال الوزير للحاضرين، إن صاحب الحنطور أوقفه خلال زيارته للأقصر وقال له «يا وزير شايف الحصان دا.. وشايف ابنى.. قولى أجيب أكل لمين فيهم».
الموقف الثانى تمثل فيما كتبه النجم الهندى شاروخان على تويتر، منذ أيام قليلة، «حان الوقت لزيارة مصر مرة أخرى والأهرامات والأقصر، وأكل الفلافل والكشرى».
والموقف الثالث يتمثل فى قيام زوجة الرئيس المقدونى بزيارة شوارع مصر التاريخية، أمس الأول، حيث زارت شارع المعز وشارع خان الخليلى وحرصت على اقتناء النماذج الأثرية من البازارات، حتى إنها أصرت على شراء لعبة «طاولة» مصنوعة بيد مصرية ومرصعة بالصدف.
والسؤال.. لماذا اختار وزير السياحة الجانب السلبى ليعرضه مع أن هناك جوانب إيجابية وأكثر تأثيرا فى بث الطمأنينة لدى المواطنين الغربيين وتحثهم على المجىء لزيارة آثار مصر!، فمثلا لماذا لم يعرض الوزير صور الفنانين والمشهورين الذين جاءوا لزيارة القاهرة فى الفترة الأخيرة، والذين أكدوا أن مصر بلدا آمنا، ومن ذلك زيارة النجم الأمريكى مورجان فريمان وقوله بـ»أن الأقصر أعظم مدينة فى العالم وأنه ينوى العودة مرة أخرى كى يلعب الجولف فى صحراء الأهرام»، ولماذا لم يقدم الوزير صور حفلات الفنان العالمى يانى والآلاف الذين شاهدوا عرضه فى سفح الأهرام، ولماذا لم يعرض زيارة الفنانة الإيطالية كلوديا كاردينالي، ولا رأى رئيس مجلس الدوما الروسى الذى قال إن المتحف المصرى يترك تأثيره الروحى فى العالم كله وليس فى المصريين فقط، وليس المجال هنا للحصر، فبالتأكيد وزير السياحة يعرف أكثر منا عدد المشاهير ورجال السياسة الذين زاروا مصر فى الفترات الأخيرة التى تعانى فيها صناعة السياحة.
المسئولون فى مصر لا يدركون جيدا ما ينطلقون منه فى ترويج أفكارهم وكنا نتمنى أن يفكر وزير السياحة على طريقة شاروخان، فيتحدث عن الأشياء الطيبة عن الأهرامات والأقصر والفلافل والكشرى.