تفسد حملات المقاطعة فى مصر لأن بعضها لا يقدم بدائل واقعية تعوض الناس عما يقاسونه من الحرمان، البعض الآخر يفسد لأنه يندفع غاضبًا ويتجاهل الأضرار الإنسانية التى تصيب الآخرين بلا ذنب سوى أنهم طرف فى عملية الإنتاج، وعمومًا لم نسمع من قبل عن حملة مقاطعة نجحت فى تحقيق أهدافها كاملة، وإلا لكانت الدعارة اختفت من العالم لكثرة ما تنادى الأديان بمقاطعتها كأقدم سلعة محرمة فى التاريخ البشرى، هذا لا يعنى أن المقاطعين يتحملون الذنب، لكنهم يعتصمون بأضعف الإيمان، فيما تراقب الحكومات الأمر وكأنه معركة معتادة بين البائع والمشترى، وتوافرت كل هذه الصور فى الدعوة الأخيرة لمقاطعة الفاكهة، فلا الناس قاطعتها ولا الأسعار انخفضت، واكتشفنا أن الأسعار فى أسواق الجملة نصف التى نشترى بها لكن أحدًا لن يتحرك.