عندما يتعهد رئيس الدولة بأن مصر ستصبح خالية من فيروس «سى» قريبا بإذن الله، فهذا تعهد يسعد المائة مليون مصرى لأن بينهم وبين هذا الفيروس اللعين ثأر طويل بعد أن قتل مئات الآلاف، بل الملايين من أبناء هذا الشعب على مدى عقود لم يكن أحد يملك خلالها أن يوقفه أو يتصدى له أو ينقذ أهلنا من خطره، لكن إرادة الله وفقت القيادة السياسية إلى مبادرة سخر لها كل الإمكانيات وحشد لها كل أنواع الدعم الحكومى والشعبى.
مبادرة تولاها نخبة من أهل العلم الذين يعرفون كيف يواجهون الخطر، فأتت ثمارها وأبهرت العالم بنتائجها غير المسبوقة التى وصلت إلى شفاء أكثر من مليونى مريض مصرى من هذا الفيروس القاتل، وهذه الأيام ستبدأ المرحلة الثانية والأهم فى المبادرة بأكبر مسح طبى فى التاريخ للكشف على 50 مليون مواطن، للتأكد من خلوهم من هذا الفيروس وعلاج كل من يثبت إصابته.
ولأن نجاح هذه المبادرة كان بامتياز فليس أقل من أن نطمع فيما هو أكبر من مبادرات تستحقها مصر، فما المانع أن نعمل ونجتهد ونقاتل من أجل أن تكون كلمة «مصر خالية» هى شعار نرفعه جميعا بإخلاص لنخلص بلدنا من كل الفيروسات التى أصابتها لعقود وأفسدت الحياة فيها، سواء فيروسات مرضية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فمصر جديرة بأن تكون أفضل من هذا بكثير، وطالما لدينا الأن قيادة راغبة فى الانتقال بمصر الى مكانها الذى تستحقه بين دول العالم المتقدم فما المانع أن نعمل فى هذا الاتجاه.
ما المانع أن نسمع بعد فترة أن مصر ستكون خالية قريبا من «فيروس الفساد» وخالية من المحسوبية، وخالية من الرشاوى، وخالية من فيروس التوريث فى الوظائف، وخالية من فيروس «انت أبن مين» وفيروس التربح.
ما المانع أن نسمع أن مصر قريبا ستكون خالية من فيروس «التسول» وفيروس تجارة وتعاطى المخدرات، وخالية من فيروس الدروس الخصوصية.
ما المانع أن نسمع مبادرة شعبية تمد يدها فى يد المؤسسات المسؤولة لتخليص مصر من فيروس «التعصب» أيا كان دينيا أو رياضيا.
ما المانع أن يجتهد أهل العلم ليقدموا للرئيس فكرة علمية مدروسة جيدا لتكون مصر «خالية من السرطان» الذى ينهش فى أجساد المصريين.
الدولة التى تتحدى فيروس بقوة وخطورة فيروس سى فى هذه المدة الزمنية القصيرة قادرة على أن تفعل معجزات كثيرة، وقادرة على أن تبهر العالم كل يوم فى ملف مختلف، كل ما هو مطلوب أن نخلص النية كما حدث فى مبادرة فيروس سى، أن نثق فى التوجه العام للدولة الآن وأن الغاية التى يسعى إليها رئيس الدولة هى الإصلاح وليس المصلحة.
المؤكد أن رئيس الدولة قابل لأى مبادرة وسيرعاها ويدعمها ويساندها ويحشد لها الطاقات طالما أنها حقيقية ومبنية على ثوابت وتستهدف تحقيق إصلاح حقيقى وخدمة المواطن وليست مجرد أوهام.