المجرم المعلوماتى هو الأخطر في "عالم الجريمة"، خاصة أنه يتميز بقدر من العلم وقدرة على استعمال التقنيات الحديثة، وبعضهم لديه مهارة فائقة، ومن ثم يطلق عليهم أصحاب اللياقات البيضاء، حيث يرتكبون جرائمهم وهم جالسون فى أماكنهم.
والجريمة الإلكترونية عابرة للحدود، حيث يتم استخدام التقنيات الحديثة فيها، وهناك دوافع مختلفة لارتكاب هذه الجرائم، منها "الانتقام، واثبات الذات، والظهور فى دور البطل"، ويصعب الإثبات فى هذه الجرائم لسهولة محو الأدلة، ويتم استخدام تقنيات وفنيات عالية لضبط هذه الجرائم، وهناك سرعة فى الضبط وإقامة للأدلة من خلال جهود أمنية لا تتوقف في ملاحقة هذه الجرائم التي تطل برأسها على المجتمع.
مؤخراً شهدت البلاد سلسلة جديدة من الجرائم عبر الانترنت، كان أبرزها ضبط شاب لإنشائه صفحة على "الفيس بوك" باسم "تزوير العملات" ينشر من خلالها فيديوهات لطرق وأساليب تزييف العملات الورقية "المحلية والأجنبية" باستخدام هاتف محمول.
شبكة الانترنت أفرزت لنا جرائم غريبة ومريبة مؤخراً، حيث رصدت الأجهزة الأمنية خلال الآونة الأخيرة قيام بعض طالبات إحدى المدارس فى سن المراهقة بمحافظة الإسكندرية وبعض مرتادى أحد مراكز الشباب إحداث جروح بايديهن بإستخدام "شفرات موس" في إطار تقليد لبعض مقاطع الفيديو والصور على موقع "يوتيوب" والتى تصور حالات إنتحار لأشخاص من خلال "قطع الشرايين، والوخز بالسكين"، والتي تم إجتزائها من بعض أفلام الرعب الأجنبي، وتفاعلهن مع إحدى صفحات بالفيس بوك تحمل اسم "كاتينج" "إستحدثها أحد الطلاب بمحافظة البحيرة، حيث تورطت الصفحة في بث عدد من الصور لأذرع بعض الأشخاص يحدثون إصابات بأيديهم وشفاههم بشفرات حادة، وذلك لإعتقادهن بتفريغ ذلك للضغوط لمرورهم بأزمات نفسية وخلافات أسرية، فتم ضبط أدمن الصفحة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما ساهم "الشات الحرام" على الفيس بوك في زيادة الجرائم الالكترونية، حيث كان "الشات" بطلاً رئيسياً في جرائم القتل والخيانة الزوجية، كان أخر وقائعها اتفاق سيدة في المطرية بالقاهرة مع عشيقها على قتل زوجها بعد قصة حب عبر "الشات" انتهت بالاتفاق على التخلص من الزوج.
الجرائم الـ"أون لاين" ليست بمنأى عنا، فهي قريبة منا جميعاً ـ أنا وأنت ـ أصبحت تخترق منازلنا الهادئة، وتطيح بالترابط الأسري وتفككه، بعدما تسلل الانترنت لغرفنا المغلقة، فتدخل الشيطان وهانت الدماء وأصبحت الجرائم سهلة.