المتابع لصفحات الحوادث بالصحف يلاحظ مؤخراً ارتفاع جرائم الأمهات بحق أطفالهن، ما بين قتل وتعذيب وسوء معاملة، فى مشاهد تؤكد عقوق الوالدين للأبناء، نعم كما سمعتها "عقوق الوالدين للأبناء"، وليس العكس.
ليست الجنة تحت أقدام كل الأمهات، فبعضهن تجردن من المشاعر الإنسانية، وهان عليهن فلذات أكبادهن بحثاً عن الشهوة أحياناً، وعن رضا الزوج أحياناً أخرى، لتكون المحصلة النهائية "قتل وتعذيب وسوء معاملة" للأبناء.
ما أقوله لك هنا، ليس حديثاً يُفترى، ولا فتوناً فى الكلام، وإنما هى حقائق ثابتة، ووقائع مسجلة فى دفاتر أقسام الشرطة وصفحات الحوادث بالجرائد، والأمثلة كثيرة، أسرد لك بعضها، فقد عذبت أم طفلتها برفقة عشيقها فى العبور حتى قاربت الطفلة على الموت، فيما قتلت أخرى طفلها لبكائه أثناء ممارسة الجنس الحرام مع عشيقها، وتركت ثالثة فى مدينة السلام طفلتها لزوجها وزوجته الجديدة يعذبانها حتى كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة، ولم يحرك ذلك للأم ساكناً، فلم تزور طفلتها على مدار عام بالرغم من أنها تقيم على بعد أمتار منها.
الأمثلة كثيرة، والتفاصيل تُدمى القلوب وتدمع لها العيون، تؤكد مدى ما وصلنا إليه من عدم الإحساس بالمسئولية، وعدم تقدير للنعمة التى منحنا الله إياها، لتزج الأمهات بفلذات الأكباد فى طريق الوقت، بينما هناك آلاف السيدات يقطعن يومياً مئات كيلو مترات للأطباء بحثاً عن أمل جديد فى إنجاب طفل يملأ الحياة عليهن سعادة وفرحة.
ليس بالتأكيد كل الأمهات قاسيات القلوب، فهناك نماذج منيرة، خاصة فى الأرياف وداخل القرى بالجنوب، مازلت أتذكر تلك السيدة التى عاشت نحو 50 عاماً من عمرها بعدما توفى زوجها وهى بنت العشرين عاماً، وترك لها أطفالاً قررت أن تهب باقى حياتها لهم، عاندت ظروف الحياة القاسية بدون زوج، حتى أتمت السبعين من عمرها دون زواج، وأخرى قررت ارتداء ملابس الرجال وحلق شعرها لتربى أبناءها، فليست النماذج كلها سيئة، لكن يبقى الجزء الفارغ فى الكوب يجب الالتفات إليه وحل مشاكله قبل أن تتفاقم الأزمات ونندم جميعاً ـ أنا وأنت ـ أرجو ألا يحدث ذلك.