رسالة 3.. تحريض

لماذا تقرأ هذة الرسالة التي تحمل رقم 3.. تحريض؟
إن كنت من هؤلاء القراء الذين يعتبروا القراءة شكل من أشكال التسلية المجانية، فأحب أن أنصحك بعدم قراءة هذة الرسالة من الأساس لأنك لن تجد فيها للأسف ما تبحث عنه بين الكلمات"رغم احتياجي الشديد لعين تقرأ"، لكن هذة الرسالة بالقعل موجهة للمبدعين والمثقفين الثائرين الحالمين بوطن مدني تنطلق كل مبادئه من قواعد ثقافية علمانية حديثة وطن واضح المعالم وكما له تاريخ نُقش على جدران ثابتة راسخة لم ينل منه الزمن ويحتويه المكان، له أيضا آنية ومستقبل يتمنى أن نحياه.

في "رسالة 2.. ثورة" تحدثت عن ثورة ثقافية نعيد بها نحن الشباب المبدع ترتيب الوطن الذي يتفكك ثقافيا ويفقد تدريجيا هويته الأصيلة على يد هجمة تزداد شراسة علية من القبح في محاولة مني للفت الإنتباه لما أعتبره كارثة سقطت علينا وتطاردنا ليل نهار في كل الشوارع والمقاهي.

لذلك إعتبرني رقم مجهول ظهر على شاشة تليفونك الشخصي، وبمجرد ضغطك على زر الإجابة، بدأ صوت من المجهول يتحدث معك عنك وويرى أحلامك ويفكر في إشكالياتك، ليؤكد لك أنك قائد هذة الثورة، أنت من يغذي ذاكرة الثورة بأفكارك التنويرية، وإبداعك ضرورة حتمية وتحقيق للوجود.

أنت بإبداعك تستدعي عالم لكنك وحدك من يعيش فيه وحدك من يعرف خرائطه وحدك تمشي فيه عاريا وأنت مطمئن ولايراك أحد بينما من الممكن أن ترتدي قصيدة أو قطعة موسيقى أو ترتدي الألوان على جسدك وتستضيف واحدا من هولاء العائدين من عملهم غارقين في الشقاء والعرق.

ما يصادفك الآن من كلمات أحاول بها تصدير طاقة إيجابية لعقلي ولعقلك الذي تعودا أن يتلقى الواقع ويتحرك فقط لرد الفعل، لا يصنع هذا الواقع لماذا لا نصنعه؟ ونسخره بإبداعنا لخدمتنا وخدمة من يشاركنا الوطن.. بل والعالم.

أسمع صوت بداخلك يهمس بخبث ويرتب إيقاع الشتائم الذي ينوي قفزها في وجهي، أسمعه يقول.. من هذا الذي يظن نفسه قائد؟ من هو حتى يوجهة خطاب لمبدعي مصر؟ أسمعه يقول.. كنت فلحت انت يا.....وأسمع وأسمع، وكلما سمعت تلك الجمل تحمست أكثر لكتابة رسائلي.. تعلم لماذا؟.

لثقتي اللا محدودة في الإبداع الذي تصدره أنت والذي لم يتحرك خارج حدود مصر بل بالأحرى لم يتحرك خارج حدودك أنت، لأنك تبدع وأنت غارق في إحباط مزمن وجيبك فارغ من المال، مثلي تماما أحيانا كثيرة جدا أجلس أسير على مقهى انتظر صديقي حتى يدفع حساب قهوتي ويفك أسري.

الفرق بيننا أنني أؤمن بك وبغيرك من المبدعين العباقرة وأجزم ولا يدخل في عقلي ولا قلبي أدنى أنواع الشك في أننا إذا اجتمعنا على القيام بثورة ثقافية ليس فقط سنعيد تشكيل الوطن بل سنغذو العالم كله بأفكارنا وثقافتنا، لكن كل هذا مرهون بشيء واحد في تلك المرحلة وهو أن نؤمن بأن الثقافة هي اللحظة الأولى الحقيقية التي سوف نتكيء عليها لننطلق بالوطن نحو المستقبل، وأريد أن أكرر أنا لست قائد لثورة ثقافية لكنني أحرض على ثورة على الثقافة ذاتها، وليس هذا فقط ما أريد أن أقوله لك لكن للحديث بقية.

إنتظرني أكتب لك.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;