منذ ما يقرب من ثلاث سنوات طالبت هنا بأن تقدم وزارة الثقافة ممثلة فى أكاديمية الفنون، منحة فنية لأبناء الدول الأفريقية، وذلك اقتداء بمؤسسة مصر العسكرية الشامخة التى تحرص على تدريب ضباط أفريقيا فى كلياتنا ومعاهدنا العسكرية، فكتبت فى الأحد، 27 مارس 2016 مقالا بعنوان «منحة فنية للدول الأفريقية» طالبت فيه بأن تقوم مصر بواجبها «الأفريقى» فى رعاية الثقافة الأفريقية والفنون الأفريقية، ليكون لنا امتداد راسخ فى عمق الوعى الأفريقى، ليس الآن فقط وإنما إلى الأبد، كما قلت إن هذا الأمر غاية فى الأهمية والخطورة، فرعاية العقول لا تقل أهمية عن رعاية الحدود، والعقل الذى أسهمت فى تكوينه ورعايته لا يقبل أبدا أن يفكر تجاهك إلا فى بكل خير، ولهذا أرجو أن ينتبه الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة، كان وزيرا للثقافة آنذاك إلى أهمية هذا الاقتراح، بأن توفر مصر منحا فنية فى أكاديمية الفنون لأبناء الدول الأفريقية، بأن تستضيف فى كل عام عددا معينا من أبناء القارة السمراء من المبدعين ليتعلموا فى أكاديمية الفنون، ومن يتفوق منهم يحصل على منحة فى الأكاديمية المصرية بروما، وبذلك تضمن مصر أن تنتشر الثقافة فى كل ربوع أفريقيا، برعاية ومحبة مصرية خالصة.
كان هذا منذ ثلاث سنوات، وبعدها أعدت تقديم الفكرة إلى الفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة حينما تولت الوزارة ضمن سلسلة مقالات قدمت فيها 25 فكرة لتطوير الثقافة المصرية وسعدت كثيرا حينما قالت لى إنها تضع هذه الأفكار فى «ملف» خاص لدراستها وتنفيذها، وسعدت أكثر حينما قرأت تصريحا للدكتورة قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم بأن الوزارة خصصت 7 منح دراسية بمعاهد أكاديمية الفنون المصرية لمبدعى الدول الأفريقية، إلى جانب دورة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، مدتها عام، بالإضافة إلى معاملة الأفارقة زائرى المتاحف الفنية والقومية التابعة للوزارة معاملة المصريين، فيما يخص أسعار التذاكر وقد جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المنعقد بالمجلس الأعلى للثقافة، للإعلان عن أجندة وزارة الثقافة خلال عام ٢٠١٩ بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى والاحتفال بأسوان عاصمة للشباب الأفريقى والتى تبدأ بالإعلان عن تفاصيل الدورة السابعة من مهرجان أسوان الدولى للثقافة والفنون الذى يقام فى الفترة من ١٧ إلى ٢٢ فبراير الجارى.
الشكر هنا واجب للفنانة إيناس عبد الدايم صاحبة المبادرة، وأرجو من الله أن تحافظ على هذا الحماس «الفنى» الذى يمنحها قدرا كبيرا من الشجاعة لتقاوم بها الجمود الإدارى المعتاد الذى أسهم فى ضياع جزء كبير من نفوذ مصر فى العالم.