رفض أئمة مساجد بلجيكا الدعاء للمتوفين إثر الحادث الإرهابى الأخير الذى ارتكبه المتطرفون المسلمون لأن الذين توفوا ليسوا مسلمين ولا يجوز الدعاء بزعمهم لغير المسلمين! هؤلاء ليسوا أجلاف وفى قمة الفجاجة فحسب حسب التوصيف العصرى أو الدبلوماسية والإتيكيت أى يفتقرون للذوق العام بل فى عرفى هم تكفيريون محرضون متوحشون ولا يفرقون شيئًا عن الدواعش الذين يقتلون النفس التى حرم الله وهم عنده كأنما قتلوا الناس جميعًا كلهم جاهليون ولا يفهمون للإنسانية معنى فلا تشفق قلوبهم ولا تهتز نفوسهم لأم ثكلى وأبٍ مكلوم بل ويتشفون فى موت الأبرياء ظلمًا وعدوانًا، عقيدتهم الجاهلية تلك لا أدرى من أين أتوا بها؟ ألا يكفى أن من قَتَلوا وفعلوا هذه الفعلة الشنيعة ينسبون للإسلام وكان من باب أولى أن نكفر نحن عن تلك الفعلة ولو بكلمة دعاء نرفعها دفاعًا عن ديننا لأن هذا معلق برقابنا نحن المسلمين دون غيرنا؟ ولكن من الواضح أن الكلام لم يعد ينفع ولا يشفع ولا يكفى تعبت من ترديد كلمات ليس هذا الإسلام الذى أعرفه ولا هؤلاء فى عرفى مسلمون كما تعبت من سماع ذلك فعلينا أن نبحث عن حل فعلى لموضع الخلل فى عقيدة كل هؤلاء فلم يعد يكفى أن نقعد هنا مقاعد من السمع نضرب كفا بكف ونعض الأنامل على ما أصاب دين الرحمة الذى جاء به رسول الإنسانية الذى رفض أن يدعو على أعدائه الذين آذوه وأخرجوه بأن يطبق عليهم الأخشبان ودعا لهم بخير الدعاء بأن يهديهم الله الرسول (ص) الذى استغفر لعبد الله بن ابى بن سلول وقال حين نُهِى لقد خيرنى ربى وقال "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم أن تستغفر لهم سبعين مرة لن يعفر الله لهم" وأنا اخترت أن أزيد على السبعين لم يكف عن الدعاء له إلا أن نهاه ربه عن ذلك لأنه منافق، الرسول الذى قام لجنازة مارة وحين قال له أصحابه إنها ليهودى فأجاب قائلاً "أليست نفسًا!" فما بالنا نستهين بأن تزهق الأنفس والأرواح ويظل الإسلام فى موقف المدان بأفعال قلة متطرفة وخطباء مساجد يرفضون أن يذودوا عنه بكلمة دعاء! أفلا نذود نحن بأيدينا عن إسلامنا بتغيير ما علق فى الأذهان وفى التراث ما يجعلنا فى هذا الوضع من كراهة الناس لنا ولديننا بسبب ما رسخ فى ذهن من يحسبون علينا وعلى الإسلام! هل ارتضيتم هذا للمسلمين وللإسلام والله هذا لا يرضى الله ورسوله والله ستسألون!.
* أستاذ بطب قصر العينى.