نفهم أن يعارض شخص أو مجموعة نظاما سياسيا، لكن كيف نفهم أن يعارض شخصا أو مجموعة بلدهم ويتبرأون منه ويعادونه عداء صريحا؟
ونفهم أن يكره شخص أو مجموعة زعيما سياسيا أو رئيسا أو حكومة، لكن أن يكره أعضاء الإخوان عموم المصريين ويتمنون لهم الشر، ويشمتون فى مصائبهم، ويحزنون كلما حققوا نجاحا، فهذا ما يحتاج إلى التفسير والتحليل، لأن قطعان الجماعة الإرهابية ومقاطيعها أصبحوا يمثلون حالة شاذة من المنبتين عن أوطانهم، الذين أحرقوا ميراثهم على الأرض التى نشأوا عليها وقطعوا كل الصلات التى تربطهم بها وفى الوقت نفسه عجزوا عن غرس جذورهم فى بلاد جديدة وعاشوا مدموغين بلعنة الخونة العدميين الذين لم يتبق لهم سوى ميراث الكراهية يوزعونه على كل من ليس فى مركبهم الملعون.
اختار مقاطيع الإخوان أن يكونوا أبواقا لأجهزة الاستخبارات التركية التى تغدق عليهم حاليا فى ظل سيطرة المخبول أردوغان على كل شىء، وسعيه لتكوين مجموعات موالية من بلدان المنطقة، تحارب معه حروبه غير المشروعة وترضى غرور الديكتاتور الذى يحلم باستعادة الخلافة العثمانية تارة بالدراما التليفزيونية بعد فشله فى تحقيقها على الأرض، وتارة أخرى يتوهم إقامة تركيا الكبرى من خلال الدخول إلى البلدان المحيطة التى تشهد حالة من الفوضى والحروب الأهلية وعدم الاستقرار، واحتلال أجزاء من أراضيها، كما حدث فى سوريا والعراق.
أما بالنسبة للحالة المصرية، فلا يملك المخبول أردوغان أن يقترب من حدودنا، لأنه يعلم أننا سنذيقه ما سبق وأذاقه إبراهيم بك ابن محمد على باشا لأجداده، لكنه يكتفى بمقاطيع الإخوان على أرضه، الذين يمثلون له الفيلق المصرى بينما هم مرتزقة يتكسبون من غفلته وأوهامه وينصبون السيرك الإعلامى الذى يهاجمون فيه مصر والمصريين ويسيئون للرموز المصرية، بينما يسبحون بحمده ويقدسونه ويعتبرونه لا ينطق عن الهوى حتى وإن تحدث عن ضرورة حماية بيوت الدعارة فى اسطنبول أو استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية.
الشخصية الإخوانية بعد ثورة 30 يونيو وانكشافها الكامل أمام المصريين، تحولت إلى شخصية عدمية بالكامل، فهى تحت الطلب يمكن أن تؤدى أى دور وأن تفعل كل شىء وأن تهاجم أى أحد مادام سيدها يدفع لها بانتظام، ولا بأس فى ذلك من أن تناضل للحصول على الجنسية التركية وأن تنال عضوية الحزب الأردوغانى لتضيف إلى قوته قوة وإلى شعبيته شعبية مادام يضخ الأرصدة فى حساباتها البنكية ويسمح لها بالعيش على أراضيه.
شخصية الإخوانى المقطوع، المنبتّ، العدمى، الكاره، الحاقد، الفاجر فى الخصومة، لا يمكن أن يستمر أو يعيش أو يترك أثرا أو إرثا تبنى عليه الأجيال المقبلة، ومصيره الضياع فى ثلوج أوروبا وصحارى الخليج وجزر الشرق الأقصى، لأنه إما أن يخطئ فتنقلب عليه آلة الديكتاتور التركى وتطيح به بلا دية ولا تفكير أو أن تتغير الموجة الأردوغانية، وحتما ستتغير إن لم يكن فى القريب العاجل بحكم تحولات السياسة فى المنطقة ففى القريب الآجل، وساعتها سيكون الإخوان العدميون المرتزقة فى مقدمة الضحايا للنظام الجديد أو الرئيس الجديد، ولن يجدوا مرجعا على الشواطئ المصرية، بعد أن أحرقوا سفنهم، حتى الملاذات الحالية فى قطر وماليزيا وإندونيسيا، لن تعود آمنة وسيصبح الإخوانى موصوما بالإرهاب ومطلوبا فى معظم عواصم العالم.
وإذا كانت بعض تيارات الإخوان الإرهابية والتنظيم الدولى تراهن على أن المصريين شعب عاطفى وسرعان ما ينسى، وأن بعض الحوادث التى يمكن أن تقع لأعضاء الإخوان من المصريين يمكن أن ترقق قلوب المصريين على جميع أعضاء الجماعة، أقول لهم لا تفرطوا فى الأحلام لأن ما رأيناه منكم يفوق الخيال ولا يمكن أن تتصوره النفس السوية، فكيف نعيد الثعابين إلى أحضاننا مرة أخرى؟ كيف نرضى بالطابور الخامس أن يعيش بيننا وأن يكون نصيرا لكل غاز أو طامع أو صاحب مخطط استعمارى؟ لقد تعلم المصريون خلال السنوات العشر الماضية على أيدى الإخوان ما لم يتعلموه خلال قرن كامل، وهذا التعليم سيظل محفورا فى أذهانهم ووجدانهم.