فى كل يوم نسمع عن قرارات فى وزارة التربية والتعليم، تتعلق بطرق الشرح وبتدريب المدرسين، منها الصالح ومنها الطالح، لكننا لا نسمع أبدا عن إثراء الحصيلة الجمالية للطللاب؟ فهل تحمل مناهج وزارة التربية والتعليم ما يقدم ثقافة جمالية إلى الآلاف من أبناء الوطن الذين تتشكل أرواحهم على أيدى المعلمين؟ وهل البروتوكولات التى تربطها بوزارة الثقافة يمكن أن تقدم هذه الخدمة الضرورية؟
ذات يوم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب قبل الماضى، وجه الدكتور الفنان أحمد نوار، سؤالا مهما إلى الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة: أين أتوبيس الفن الجميل؟ حيث يرى الدكتور نوار، أن هذا الأتوبيس كان ينطلق قديما من المدارس فى القرى إلى القاهرة من خلال برنامج زيارة لبعض المتاحف ومنطقة الأهرام وعمل ورش فنية وثقافية، وقدم هذا الأتوبيس، من قبل، ما يقرب من 500 أو 600 رحلة فى جميع المحافظات حتى إنه وصل إلى حلايب وشلاتين.
وسؤال الدكتور أحمد نوار: لماذا توقف هذا المشروع التنموى؟ مضيفًا أنه توقع بأن يزيد عدد هذه الأتوبيسات.
وأنا أحب أن أعيد أسئلة الدكتور أحمد نوار واستفساراته إلى السطح مرة أخرى، لأننى أتمنى من وزارة الثقافة، أن يكون لها دور كبير فى تثقيف وتهيئة الأطفال والشباب ودفعهم للبحث عن الهوية المصرية، وأعتقد أن مشروعًا مثل أتوبيس الفن الجميل يستطيع أن يقدم ذلك.
هناك بروتوكولات تعاون بين وزارات التربية والتعليم والثقافة والآثار، على المسؤولين تفعيلها، وتقديم برنامج مشترك سهل التنفيذ وبسيط وقادر على تغطية جميع محافظات الجمهورية فى وقت واحد، بحيث لا نظل خاضعين لمشاكل المركزية، وكى يشعر أبناء الأقاليم والقرى البعيدة بأنهم جزء حقيقى من الدولة.
نعم الأشياء البسيطة مثل رحلة مدرسية أو كتاب جديد فى مكتبة أو ورشة تعليمية أو حفلة بمناسبة عيد الأم أو المولد النبوى، والتى يظنها المسؤولون أمرا بسيطا أو مجرد نشاط، هى ما تجعل الأطفال أكثر انتماء وتمسكا بقيم المجتمع وأكثر محبة للوطن وتجعلهم قادرين على تحديات كثيرة وساعين إلى تحقيق نجاحات مهمة فى الحياة.
لذا على الوزارات المعنية أن يدركوا أن الجمال لا يقل أهمية عن «المواد الدراسية» لأنه ما يحفظ الروح التى تدرك قيمة العلم، ويقدم أجيالا صالحة قادرة على الإنتاج وصناعة التنمية المرجوة، لذا نرجو أن نرى أتوبيس الفن الجميل مرة أخرى؟