«نتوقع بعض العقبات فى الأيام الأولى.. ولكن سنتجاوزها قبل نهاية الأسبوع، ونطمئن جميعًا لشكل الأسئلة الجديدة وصلابة النظام الجديد، الذى سيخدمنا فى السنوات المقبلة» «من توضيح الدكتور طارق شوقى، وزير التعليم بعد سقوط السيستم».
كأنه عداء حواجز، أتحدث عن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، كلما قفز حاجزا قابله حاجز، فحاجز وهكذا دواليك حتى تتقطع أنفاسه، والرهان أن يسقط فى نهاية السباق.. سقط السيستم لساعات ولم يسقط الوزير.
شوقى عداء حواجز متمرس، يتوقع العقبات ويقفز الحواجز واثقا، يتبع طريقا مدروسًا، سيصل فى النهاية إلى ما يخطط له، نظام جديد للتعليم المصرى، نظام عصرى، نظام ينقل العقلية التعليمية قرنا من الزمان، ما يواجه الوزير والعملية التعليمية برمتها، هو تحدٍّ مركب يجعله أقرب للمستحيل فى زمن الممكن.
الوزير يتحدى الظروف، والإمكانيات، والعقليات الجامدة، وكارتلات الدروس الخصوصية، والخلايا الإخوانية الرابضة فى أحشاء المدارس تثير الفتن، وتصطنع الأزمات، وتعمل بدأب على إفشال العملية التعليمية، وهدم النظام التعليمى على رأس الوزير، وإعادة العجلة إلى الوراء لاستمرارية السيطرة على مفاصل العملية التعليمية وتوجيهها إلى خارج الفصل والمعمل، إلى مكتب الإرشاد.
بيان توضيح الحقائق الذى ألقاه الوزير بشفافية وشجاعة فى المواجهة خلاصته: «السيستم وقع بفعل فاعل»، تكالبت خلايا الإخوان العقورة على الدخول على موقع الامتحان تكالبها على قصعتها، ملايين الحسابات الإخوانية هطلت كسيل عرم لتسقط السيستم صريعا، خطة ممنهجة لإفشال نظام الامتحانات دون تحسب تام من قبل الوزارة التى عالجت الأمر بصعوبة بالغة وبتحوط من تكراره خلال بقية أيام الامتحانات.
مواجهة أولى يخوضها شوقى، وليست أخيرة، ستتبعها مواجهات أقرب إلى صدامات مع قوى التخلف والظلام، معلوم وزارة التربية والتعليم أحد أهم مرتكزات الجماعة الإرهابية لتقويض حالة الاستقرار الراهنة، وعبر خلاياها المزروعة شيطانيا بين صفوف المدرسين والموجهين والمديرين، وفى الديوان العام تتحرك لإفشال خطة الوزير شوقى.
إسقاط السيستم يهدف لإسقاط الوزير، الذى أعلنها حربًا على الجماعة فى معقلها العتيد، الوزير يخوض حربا ضروسًا، ولكن للأسف ظهره مكشوف، الدعم الشعبى لا يزال مترددا حيال وزير جاء يسعى لتغيير وجه العملية التعليمية بالكلية، يحولها من عملية تعليمية بليدة، كسيحة، متخلفة، فاشلة، إلى عملية تعليمية عصرية، تأخذ بأسباب العصر الرقمى، وتأخذ بالعقل منهجا، وتنحى الحفظ والنقل جانبا، وتنقذ عقول المستقبل من الخوف والفزع والرعب الذى استولى عليها عقودًا.
الأخطر على الوزير خلاف الإخوان وطائفة المحتكرين العتاة من حيتان الدروس الخصوصية، استنامة أولياء الأمور إلى النظام القديم، التغيير الذى ينشده الوزير لا يتمتع بظهير شعبى، فاهم وواع ومدرك أن ما يتم الآن لا يهدف أبدا إلى تعذيبهم أو إقلاق راحتهم، بل من أجل مستقبل استثماراتهم فى أولادهم، وهذا يتطلب شرحا وافيا، وتواصلا كافيا، وإيضاحًا شافيًا لهذه الاستراتيجية، التى تنتهج المنهج العلمى فى تربية أجيال جد محظوظة بنظام تعليمى يعلى قيمة العقل على النقل.
الوزير شوقى نجح بصعوبة فى مواجهة أولى، وعليه والمخلصين فى المدارس والمعامل والمديريات حماية السيستم، لا أقصد سيستم الامتحانات، بل سيستم العملية التعليمية، الذى يطبقه الوزير على غير هوى المتربحين من فشل العملية التعليمية لعقود، مكاسب الفشل تحولت إلى أرباح فى أرصدة العاملين على الفشل، الفشل تجارة رابحة، ولايزالون يعملون على إفشال ما تحقق فى عام، وسيقاومون لأعوام حتى تضع الحرب أوزارها بنصر مؤزر للوزير، لا يرجوه لنفسه، بل لمصر المستقبل.