إلى الآن، لا يوجد دليل علمى واحد ينفى عدم وجود لعنة الفراعنة، وكل الأبحاث العلمية التى أجريت منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 على يد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر، وحتى كتابة هذه السطور، فشلت جميعها فى تحديد أسباب الوفاة أو وقوع الحوادث المميتة لكل من نفى أو تهكم على لعنة الفراعنة، أو اقتحم مقبرة أثرية لم يتم افتتاحها من قبل.
تصدق أو لا تصدق، لكن يظل هناك لغز كبير يغلف ما يطلق عليه «لعنة الفراعنة»، وفشل العلم الحديث فى تأكيدها، أو نفيها، بالحجج والأدلة العلمية، ونظرًا لذلك فإن لعنة الفراعنة ستظل فى الصورة، بل وتدعمها الشواهد الأثرية المختلفة، على جدران المعابد، والمقابر، والتوابيت، والتمائم، المنتشرة فى ربوع مصر، ومسجل عليها نصوص اللعنات.
ومن المعلوم بالضرورة أن المصريين وصلوا إلى درجة عالية من إتقان خبايا السحر، اعترف بها القرآن الكريم فى سورة الأعراف عندما قال سبحانه وتعالى: «وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ، فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ، وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ».
ومن النصوص المهمة الخاصة باللعنات من بين مئات النصوص التى عثر عليها فى الأماكن الأثرية المختلفة، نص يقول: «سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعنة»، وهو النص المنقوش على مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكانت بمثابة الوبال الذى أحل على كل من اكتشف المقبرة، والبالغ عددهم 40 باحثًا وعالمًا، وجميعهم لقوا حتفهم بشكل متوالٍ ومرعبٍ.
هذه اللعنة مستمرة حتى الآن، وما من شعب يريد أن ينكل بالمصريين، ويتحدى إرادتهم، ويعقد المؤامرات والدسائس، ويحاول ضرب استقرارهم، وتدمير مقدراتهم، إلا وهذه اللعنة تطارده وتصيبه فى مقتل، والأمر ينسحب على إدارة باراك أوباما التى ساندت ودعمت جماعة الإخوان الإرهابية، وأسست داعش، وحاولت تفتيت مصر، فى إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير.
أما رجب طيب أردوغان رئيس تركيا «المهبول»، ونظرًا لتحديه المقيت والسمج، لثورة 30 يونيو، فإن لعنة الفراعنة، صفعته بترانيمها، وباتت تهدد بعنف مستقبله السياسى، وانهيار عرش مُلكه، والقضاء على حلم إعادة الخلافة العثمانية، لقيادة العالم الإسلامى، والعربى من جديد.
رجب طيب أردوغان الذى يحكم تركيا منذ 14 مارس 2003، قد حقق وطوال سيطرته على تركيا، نجاحات كبيرة، دفعت به إلى مرتبة أفضل مسؤول فى العالم الإسلامى بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وأصبح مثالًا يحتذى به خارج بلاده، وبعد كل هذا النجاح وعندما أعلن تحديه لإرادة المصريين فى 30 يونيو 2013، وأيد ودافع، عن جماعة الإخوان الإرهابية، فى إشاعة الفوضى، وممارسة الإرهاب المسلح ضد المصريين، طاردته لعنة الفراعنة، وأقلقت مضاجعه.
بدأت المصائب تعرف طريقها للأردوغانى وحزبه، بعد النتائج السيئة التى خلفتها مظاهرات ميدان تقسيم فى 2013، وأحدثت شرخًا عميقًا فى علاقته بشعبه، ثم تطور الأمر تباعًا بتلقى الصفعات الواحدة تلو الأخرى، حتى وصلت إلى الفضيحة، عقب اكتشاف قضية الفساد الكبرى فى حكومته، ثم تحديه للشرطة، ثم شن حملة تشكيك ضارية ضد القضاء، ثم هجوم عنيف على عدد كبير للسفراء والبعثات الأجنبية فى بلاده، واتهمهم بأنهم وراء إثارة القلاقل، ونكل بالإعلاميين، وبدأ «يهذى» بكلمات وتصرفات غير مسؤولة.
واستمر أردوغان يدفع الثمن باهظًا، عقب حادث الانقلاب العسكرى، وبعيدًا عما إذا كان الانقلاب مدبر بمعرفته، أو حقيقى، إلا أن نتائجه كانت وبالًا على تركيا، وساهم فى انقسام كبير بين المجتمع التركى، ثم وهو الأخطر، معاناة تركيا من انهيار اقتصادى خطير، وفقدت الليرة التركية قدرًا كبيرًا من قيمتها.
أما الضربة القوية والموجعة، والتى فقد فيها أردوغان وعيه، ودخل فى مرحلة الغيبوبة السياسية، هى الانتخابات المحلية، ونتائجها التى ظهرت خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تلقى حزبه الإخوانى، «العدالة والتنمية» هزيمة منكرة، فى المدن الكبرى، لم يتعرض لها منذ 16 عامًا، بخسارته فى العاصمة أنقرة وفى مدينة أزمير وفى إسطنبول، والأخيرة أكبر المدن التركية..!!
وهناك إجماع من الخبراء والمراقبين للشأن التركى، بأن نتائج الانتخابات المحلية، استفتاء حقيقى على شعبية أردوغان وحزبه الإخوانى، وأكد هؤلاء الخبراء أن فداحة خسارة حزب العدالة والتنمية، فى إسطنبول، تمثل صدمة كبرى، لأردوغان، كونه نشأ وترعرع وبدأت مسيرته السياسية فيها.
خسارة حزب أردوغان فى أنقرة، العاصمة، وإسطنبول، المدينة الأكبر والأهم، نكسة كبرى، وخطيرة، وانهيار حلم ومشروع الإخوان، بشكل عام، مع الوضع فى الاعتبار، أن الهزيمة، جاءت وسط زخم السلطة والإعلام، وكل مؤسسات الدولة التركية لدعم حزب أردوغان، ومع ذلك خسر بالقضية..!!
هكذا، لعنة الفراعنة، تضرب بأجنحتها رأس كل من يتآمر على مصر، ومنهم أردوغان وحزبه، لتطيح بهم خارج قصور السلطة، وإلى «مزبلة التاريخ»..!!
ولك الله.. ثم شعب واع وصبور.. وجيش قوى يا مصر..!!