باتت مدينة مصراتة الليبية منبوذة بين جموع الشعب بسبب احتضانها لرؤوس القيادات المتطرفة ورموز جماعة الإخوان فى البلاد، فضلا عن دورها الرافض لوجود مؤسسة عسكرية وطنية ليبية في البلاد وترويجها لدعوات مشبوهة لتشكيل وخلق كتائب مسلحة موازية لسلطة الدولة.
"مصراتة" هى مدينة ليبية تقع فى غرب البلاد وكان لها دور كبير فى اسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافى، وتمكنت المدينة من السيطرة على ترسانة أسلحة متطورة من مخازن القذافى وذخائر وصواريخ متطورة أسقطها طيران حلف شمال الأطلسى "الناتو" خلال أحداث 2011.
تورطت كتائب ومليشيات مسلحة في مدينة مصراتة في ارتكاب جرائم بحق مدن ليبيا بأكملها وأبرزها جريمة "تاورغاء" التي هجر على إثرها الالاف النساء والأطفال والشيوخ من مدينتهم، وذلك بسبب اتهامات واهية وجهتها مليشيات مصراتة لأهالي مدينة تاورغاء التي دمرت عن بكرة أبيها، فضلا عن دعمها لتحركات حلف الناتو لاستهداف مدينة بنى وليد التى كانت معقل لقوات معمر القذافى خلال عام 2011.
التقيت خلال السنوات الماضية مع أعضاء في مجلس النواب الليبي وساسة ينحدرون من المدينة، وأعربوا لي عن إنزعاجهم من تشويه صورة مصراتة وأن المجازر أو الجرائم التي ترتكبها شخصيات محسوبة على المدينة لا يعني أن مصراتة جميعها "إرهابية"، وحاول برلمانيون عن المدينة الدفاع عن مصراتة ونقل صورة مغايرة للواقع الذي يعرفه الشعب الليبي.
لم تسلم مدينة "بني وليد" من جرائم مصراتة وتغولها في الأراضي الليبية وتنكيلها بأبناء ليبيا، فضلا عن مشاركة مليشيات مصراتة في جريمة ذبح وقتل أكثر من 120 جندى ليبى فى مدينة "براك الشاطى" خلال هجوم تشكيلات مسلحة من المدينة على جنود ليبيين حديثي التخرج.
وكعادتها دوما أقحمت مصراتة نفسها في العاصمة طرابلس وبدأت تتقدم الصفوف الأولى ضد قوات الجيش الليبي، معلنة رفضها التام لأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بتطهير العاصمة من قبضة المسلحين والمتطرفين، واستخدمت الكتائب المسلحة في مصراتة طائرات الشعب الليبي في استهداف المدنيين في ضواحى طرابلس، وجندت شباب المدينة للقتال ضد قوات الجيش الوطنى الليبى لعرقلة عملية الجيش فى العاصمة الليبية.
الغريب أن شيوخ قبائل وأعيان مصراتة يلتزمون الصمت تجاه ما تقوم به تشكيلات وكيانات مسلحة فى المدينة ضد أبناء الشعب الليبى، وكان آخرها حشد التشكيلات المسلحة لعدد من المسلحين والمليشيات للهجوم على مدينة ترهونة، وذلك بسبب دعم الأخيرة الكامل للجيش الوطنى الليبى وتحرير العاصمة طرابلس من قبضة الإرهابيين.
باتت مصراتة "شبح" يهدد أمن واستقرار ليبيا بشكل خاص ودول الشمال الإفريقي بشكل عام، فقد تحولت المدينة لـ"قبلة" الجرافات والسفن الحربية المحملة بالأسلحة والصواريخ إلى المدينة، ولعل أبرزها واقعة السفينة التركية التي كانت تحمل أكثر من 400 طن لمواد تدخل في صناعة الصواريخ، وآخرها السفينة الإيرانية التى رست فى ميناء المدينة ولم يكشف عن محتوياتها.
ورغم تورطها في جرائم ضد الإنسانية بكافة المدن الليبية، تسوق مصراتة نفسها في العالم بأنها المدينة التي "قهرت" تنظيم داعش الإرهابي في سرت، متجاهلة الدور الأبرز الذي لعبه الطيران الأمريكي فى تدمير كافة أوكار المتطرفين بالمدينة، وفشلهم الكبير فى ملاحقة وتطهير المدن المحاذية للمدينة من بقايا التنظيم المتطرف.
الجرائم الأخيرة التى ارتكبتها تشكيلات ومليشيات مسلحة في مصراتة قد تدفع قيادة الجيش الوطني لاستهداف القدرات العسكرية للمسلحين فى المدينة، والتى اتضح للعيان انحيازها الكامل لجماعة الاخوان الليبية والجماعة الليبية المقاتلة "القاعدة" ومجالس شورى الإرهاب التى أرسلت الجرافات المحملة بالأسلحة والصواريخ لذبح أهالي بنغازي ودرنة.
رسالة إلى أهلنا في مصراتة "ابتعدوا عن المتطرفين والمتشددين ودعموا المصالحة الوطنية بين المدن الليبية .. أعيدوا مصراتة إلى حضن الوطن وتوقفوا عن قصف المدنيين ..دعموا جيش ليبيا البطل لتحرير البلاد من قبضة الإرهاب وامنعوا الدول الحاضنة للتطرف مع العبث بأمن ومقدرات المدينة".