رغم أن الأديان والمذاهب الإنسانية تؤكد على الرحمة والمودة بين الزوجين، ورغم حجم الأضرار التى تكبدتها الإنسانية جرّاء اعتماد العنف كأسلوب للتخاطب.. ما زالت المرأة تدفع ضرائب باهضة حتى تحافظ على استقرار أسرتها فى مواجهة الرجل الذى يعتمد على العنف كأسلوب حياة..الجميع يعتبر أن من واجب المرأة الصمت بذريعة الحفاظ على الأسرة وتربية الأبناء بين الأب والأم .."تحملى " تلك الكلمة التى تعصف بالمرأة من الداخل وتفرض عليها سياج من الصمت نظير محبتها لأبنائها ..
يمثّل العنف الممارس ضد المرأة- سواء العنف الذى يمارسه الزوج بضربها لأتفه الأسباب أو العنف الجنسى الممارس ضدها- إحدى المشكلات الصحية العمومية الكبرى وأحد انتهاكات حقوق الإنسان..الإحصائيات فى هذا الصدد خطيرة فتشير آخر تلك الإحصائيات عن معدلات انتشار العنف فى العالم إلى أن 35٪ من النساء فى العالم يتعرضن للعنف على يد أزواجهن سواء بالضرب أو للعنف الجنسى وتصل نتائج هذا العنف إلى حد الإصابة بعاهة مستديمة أو الموت فى بعض الأحيان هذا بخلاف الآثار النفسية التى تعانى منها المرأة .
صحيح أن الضرب سلوك غير آدمى لكن بعض الرجال يبررون لأنفسهم هذا السلوك فقد يكون السبب عصبية المرأة فى بعض الأحيان أو تأخرها عن تلبية أحد طلبات الزوج وهذا غير مسموح به فى عرف بعض الأزواج ولابد أن تعاقب عليه المرأة .
تدنى مستوى التعليم والثقافة يبقى من أهم أسباب العنف بين الأزواج وهناك بعض الأزواج يون لديهم عقدة مثل التعرّض للإيذاء فى مرحلة الطفولة أو شهادة حالات من العنف المنزلى الممارس ضد المرأة فيقلدونه تلقائيا مع زوجاتهم ومن الأسباب الأساسية لعنف الرجل ضد المرأة أيضا تعاطى الكحول بشراهة والحشيش، مما يجعل الزوج فى حالة مزاجية غير مستقرة وغير طبيعية.
وللأسف أهم أسباب العنف ضد الزوجة الثقافة الذكورية التى ينشأ عليها الشباب وتحمل فى طياتها عدم المساواة بين الجنسين مما يخلق نظرة تعالى من الزوج للزوجة ويعطى لنفسه الحق فى إهانتها بكافة الاشكال والطرق ..إذا أردنا لأبنائنا تربية سليمة وخلق أجيال تعرف المعنى الحقيقى للآدمية والاحترام الذى يعد أساس الأمة الناجحة فلابد أن نوقف الثقافة الذكورية ..لابد أن تعطى للمرأة كرامتها حتى تستطيع أن تكون أم ناجحة نافعة لأبنائها ..