ساعات محدودة وينطلق واحد من الأفراح الكبرى فى مصر، متمثلا فى فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقة، التى تستمر من غد الجمعة إلى التاسع عشر من شهر يوليو المقبل، متوقعين بهجة ومتعة وثقافة أفريقية لا حدود لها.
سوف تكون البطولة احتفالية كبرى تليق بمصر وبالأربع والعشرين دولة التى تشارك منتخابتها فى هذا المونديال الأفريقي الكبير، وسوف نتابع كل ذلك باحثين عن البهجة والانتماء والمشاركة.
نقول من حق أفريقيا أن تأخذ مكانتها التى تليق بها على كل المستويات ومنها الرياضة، فشعوبها تستحق أن ترتقي بأنفسها كي تحقق ما تريده من حياة كريمة.
سوف نظل قرابة شهر فى حالة عظيمة يجب استغلالها بشكل أكبر فى تعميق العلاقة مع القارة السمراء التى نمثل نحن جزءا منها، وعلى جميع المؤسسات الإعلامية أن تلقى الضوء على كيفية التواصل مع مستقبلنا فى عمق القارة، فعلى كل المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية لا حل لنا سوى أفريقيا.
كثيرون فى مصر يعتقدون أن أفريقيا ليس لديها شىء لتقدمه لنا، وأنها دول فقيرة لا تملك شيئا، وأن علاقتنا بها ستكون عبئا ثقيلا لكن ذلك غير حقيقى، فأفريقيا بدولها المختلفة، تملك الكثير الذى تقدمه لنا، فلا تزال أرضها بكرا والأوروبيون يعرفون ذلك جيدا لذا سعوا هم لإقامة العلاقات القوية، ومن يتابع سياسة فرنسا الخارجية يعرف جيدا أثرها الكبير فى منطقة وسط أفريقيا.
ولأننا نتحدث عن الثقافة أقول، المعروف أن أفريقيا تملك حضارة إنسانية عريقة قائمة على المعرفة والتنوع الثقافى، لذا بدلًا من اتهامهم بالجحود ننتبه جيدا للخطوات التى قمنا بها نحن تجاههم، بالتأكيد سنجدها قليلة جدا لا ترقى لمكانة مصر ولا لمكانة أفريقيا، والحل يكمن فى أن تقوم ثلاث مؤسسات مصرية بمراجعة نفسها وخرائطها والبحث عن سبل لصناعة العمق الأفريقى داخل الثقافة المصرية والعكس، هذه المؤسسات هى وزارة السياحة ووزارة الثقافة ووزارة التعليم.
أما فيما يتعلق بوزارة الثقافة، فلماذا لا يصبح هناك محور سنوى دائم يتعلق بالثقافة الأفريقية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، على أن يشمل هذا المحور ندوات وحفلات ويستضيف كتابا كبارا يقدمهم لنا ويعرفنا بهم ويعرض لأحدث الترجمات، ويبحث عن الهم المشترك فى الثقافة الأفريقية، على أن تشمل الندوات الشعر والرواية والمسرح والموسيقى الأفريقية، ويجب أن يكون هذا المحور دائمًا لا يرتبط بالبرنامج العام للمعرض الذى يتغير كل سنة حسب المحور العام.
كذلك على المركز القومى للترجمة أن يصنع محورًا مماثلًا لترجمة الكتابات الأفريقية وألا تكون الترجمة مقصورة على الشخصيات الشهيرة، فهناك كتاب كثر بحاجة إلى معرفتهم ومعرفة إبداعهم، كذلك على «قطاع العلاقات الثقافية الخارجية» الاتجاه جنوبًا ناحية أفريقيا لإظهار وجه مصر الحضارى فى قلب كل أفريقى، وحتى يشعر الأفارقة بأننا شعب واحد مستهدف من عدو واحد هو الإمبريالية الغربية.