بينما نعيش تلك الأجواء الاحتفالية الجميلة فى أعقاب هذا النجاح المبهر ومنقطع النظير لافتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية، تخرج علينا من حين لآخر بعض التفاهات التى يقف خلفها ويروح لها أعداء النجاح، والتى تستهدف فى المقام الأول إطفاء فرحتنا بهذا الإنجاز التاريخى من ناحية، واستهداف قطاع السياحة المصرية من ناحية أخرى، خاصة فى ظل هذا الانتعاش الملحوظ واللافت للنظر فى قطاع السياحة المصرية.
والحق يقال فإنه على الرغم من كل تلك المحاولات للتقليل من حجم الجهد المبذول من جميع مؤسسات الدولة فى تلك البطولة، إلا أن مصير هذه المحاولات دائما يكون الفشل ومزبلة التاريخ، لأن هذا الحدث العالمى الذى نعيشه الآن لم يأت نتيجة الصدفة أو وليد اللحظة بل كان وراءه مجهود كبير، حتى يظهر على هذا النحو من الروعة والجمال.
من بين تلك المحاولات التى استوقفتنى فى هذا الشأن والتى على الرغم من أنها كانت موجهة إلى فندق رويال كمبنسكى، إلا أنها فى مجملها تلقى بسهامها فى قلب قطاع السياحة، وتستهدف النيل من سمعة مصر.. فقد فوجئت إدارة فندق رويال كمبنسكى بنشر بعض الأخبار فى عدة مواقع تفيد بأن الفندق رفض استقبال طاقم شركة لاجادير الفرنسية الراعية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف".. وللأسف الشديد لم يكن لهذه الواقعة أى أساس من الصحة على الإطلاق، وكما علمت من البيان الذى أصدرته إدارة الفندق فى هذا الشأن أنها فوجئت بهذا الموضوع، حيث لم يكن هناك أى اتصالات بينها وبين تلك الشركة المذكورة، وهو ما يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أننا أمام جريمة مكتملة الأركان، تستهدف فى الأساس الإساءة للفندق باختلاق هذه الواقعة التى ليس لها وجود إلا فى الخيال المريض لمن يقف وراء اختلاق الأكاذيب والشائعات التى من شأنها ضرب سمعة مصر فى مجال السياحة.. هذا المجال الذى بدأ يستعيد عافيته خلال الفترة الأخيرة بعد سنوات عجاف عانينا منها طويلاً .
والحق يقال فإنه حينما يتعلق الأمر بشائعة تتعلق بفندق رويال مكسيم كمبنسكى فإنه يضع أيدينا على مسألة فى منتهى الأهمية، وهى أن نجاح الفندق وتميزه وتألقه أصبح يثير أحقاد وغيرة بعض أعداء النجاح، ليس هذا وحسب، بل إن ذلك أصبح يدفعهم للسعى بشتى الطرق من أجل النيل من هذا الفندق والإساءة لسمعته العالمية التى تخطت الحدود، فالفندق وحسب تصنيفه العالمى هو ضمن منظومة عالمية تضع نصب عينيها أفضل المعايير العالمية والمهنية والأخلاقية فى محال السياحة .
وهذا الأمر فى تقديرى هو الذى دفع إدرة الفندق والجهة المالكة له للشعور بالانزعاج من هذه الحملة الممنهجة التى بكل تأكيد تقف وراءها جهات يملؤها الغل والحقد والكراهية، وهو ما جعل إدارة الفندق تقرر على الفور اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه هذه الشركة التى ادعت كذباً وبهتاناً وزوراً أن الفندق رفض استقبال طاقمها، كما أنها أيضاً تواصلت وعلى الفور مع السلطات الرسمية المحليّة و الاتحاد الإفريقي لكرة القدم " كاف" واللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية بمصر، وذلك للتحقيق فى الحادثة وتوضيح الموقف.
أعتقد أن هذه الواقعة جديرة بتحرك عام للتصدى لأية محاولات للنيل من سمعة مصر، خاصة أن إدارة الفندق اختتمت بيانها بأنها تتمسك بحقها فى مقاضاة الجهات التى نشرت الخبر غير الصحيح، وهذا بالطبع من حقها حتى تحافظ على سمعة فندق يتمتع بمكانة عالمية، لا يختلف عليها اثنان وبشهادة الجميع.