هذا المقال منشور بتاريخ 27 يونيو 2018، وتخيلوا لو كان حسام حسن تولى أمر منتخبنا الوطنى فى مونديال روسيا، واختار بعينه الخبيرة أفضل العناصر المحلية مع بعض المحترفين القادرين على العطاء بعيدا عن المتعالين الذين يظنون أن اللعب لمنتخبهم ديكور يخدم احترافهم، وتخيلوا لو كان قد صنع الخليط المثالى للمنتخب وحفز اللاعبين كما يفعل لبذل كل طاقتهم فى الملعب كما يفعل دائما، هل كنا سنؤدى بتلك الصورة المهينة كما حدث فى المونديال وبعدها فى البطولة الأفريقية المقامة على أرضنا؟
أعيد نشر هذا المقال بحذافيره، لأن معطيات الواقع مازالت على حالها، واللاعبين الجيدين فى الثلاجات لا ينظر إليهم أحد، بينما الإدارة غير الرشيدة تهدر الطاقات المصرية وتصيب المصريين بالإحباط، وإلى المقال:
«كلما رأيت فريق السنغال، أسود التيرانجا، تذكرت حسام حسن وما يمكن أن يقدمه للمنتخب الوطنى لينافس بقوة فى أكبر البطولات الدولية والقارية، وكلما شاهدت مباراة لنيجيريا، النسور الخضر، فى المونديال، تذكرت حسام حسن وما يمكن أن يقدمه للمنخب الوطنى فى البطولات الدولية والقارية، وكلما رأيت كولومبيا والمكسيك واليابان وكرواتيا وغيرها من الفرق والمنتخبات التى كانت فى يوم من الأيام خلفنا بمراحل فى التصنيف الدولى وأصبحت أمامنا بأشواط، تذكرت حسام حسن وما يمكن أن يقدمه لنا، وتساءلت: ما الذى يمنع من وضع الأمور فى نصابها؟ ولماذا نصاب دائما بمن يهدر المال العام والثروات القومية وعناصر التفوق والتقدم؟ لماذا نحن من دون الأمم نعجز عن وضع الإدارى المناسب فى مكانه، والقائد المناسب فى مكان قيادته، والمدير الناجح ليتولى مسؤولياته؟
هل وصلت الأمور إلى تغليب المصالح الشخصية على مصلحة البلاد؟ هل وصل بنا التردى إلى تغليب منطق الحب والكراهية على منطق التجرد والموضوعية فى اختيار الشخصيات القيادية الملائمة؟ نحن فى مرحلة بناء صعبة وعلينا توظيف جميع عناصرنا المحلية لحرق المراحل وتحقيق التفوق والتقدم بجميع المجالات، ومجال كرة القدم ليس مجرد رياضة شعبية، بل هو صناعة حيوية يمكن أن تدر المليارات لو أحسن استغلالها لمصلحة البلاد، بدلا من تغليب مصالح شخصية لعشرات الأفراد.
بعد النتائج الأخيرة لمنتخبنا فى كأس العالم، وتعرضنا لثلاث هزائم موجعة، وإخفاقنا فى تحقيق أحلام الملايين، يجب ألا ننظر وراءنا كثيرا، ولا أن نرتبك، ولا أن نقطع فى هدوم بعضنا البعض، لكن المفروض أن يحدث على الفور، العمل فى مسارين متوازيين، الأول تشكيل لجنة محاسبة المسؤولين عن الإخفاق الإدارى والفنى، ومحاسبة المقصرين بشفافية وهو المسار السهل، أما المسار الأصعب فهو البدء فورا فى مرحلة إنقاذ وإعادة بناء للمنتخبات الوطنية وفى مقدمتها بالطبع المنتخب الوطنى الأول، ولا أصلح لهذه المهمة من حسام حسن الذى يستطيع بناء منتخب من العناصر المحلية الموهوبة التى أهملها كوبر وجهازه، وأفضل العناصر المحترفة التى تشارك مع فرقها بانتظام ولا تجلس على دكة الاحتياطى بالشهور.
ومن نقطة البدء التى أشرنا إليها، يمكن إعادة النظر فى جميع الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية فى جميع المراحل السنية، مع الاهتمام الخاص بالمنتخب الأولمبى، إلى جانب المنتخب الأول، ومع أول اختبار للمنتخب فى التصفيات الأفريقية سترون الفارق الهائل فى المستوى والتشكيل والأداء حال تولى حسام حسن المسؤولية، لأنه يستطيع زرع العقيدة القتالية والقدرة على الدفاع عن قميص المنتخب الوطنى فى نفوس اللاعبين بعد سنوات من اللعب المرتبك الخائف الدفاعى نتيجة قصر نظر كوبر وجهازه المعاون.
لا نريد تضييع الوقت والجهد فى مغامرات جديدة مع هذا المدرب الأجنبى أو ذاك، ولا نريد تغليب الأهواء الشخصية على اختيار المدير الفنى الجديد للمنتخب، لأن مصلحة المصريين أهم وأبقى من مصلحة الأفراد، ولوجه الله والوطن أقول: هاتوا حسام حسن وكلفوه بالمهمة الصعبة، واحصدوا أنتم النجاح والصيت، هاتوا الرجل لينقذ المنتخب، وانسبوا الفضل لأنفسكم، كلفوه بالفوز بجميع البطولات التى يخوضها المنتخب ولن يخذلكم».