فى الموسم الماضى، كان الزمالك يفوز فى المباريات والأهلى يتعادل أو ينهزم، أما فى الموسم الحالى فيحدث العكس، لذلك يتجه درع الدورى بسرعة التاكسى الأبيض إلى الجزيرة، قائلا للاعبى الزمالك: «أنا خسارة فيكم»، اضعتونى بأيديكم وستندمون وقت لا ينفع ندم، وستشهد المباريات القادمة حرب تكسير عظام بين الناديين، وقودها المدربون والحكام واتحاد الكرة، ولن يعود الجمهور إلى المدرجات، لأن المنافسة المشتعلة لا تحتمل مزيدا من البنزين.
الأهلى الذى عانى مرارة الخروج غير الآمن من البطولات فى الموسم الماضى، اشترى فريقا ونصف وعنده وفرة فى كل المراكز، وفتح خزائنه للمدرب الأجنبى ووفر للفريق لبن العصفور، وساعده تعثر الزمالك المتتالى على الانفراد المبكر بالقمة، وكلما توالت الانتصارات اقترب الأمل، وكلما داعبه الدرع زاد الإصرار، وشتان بين موسم حزين وعام يبشر بالفرح، وبين مدير فنى يرقص لتسجيل الأهداف، وآخر يندب حظه ويبرر الهزائم.
عن أحوال الزمالك أقول: جمهوركم- وأنا واحد منهم- غاضب منكم، فأين باسم مرسى الذى بهرته أضواء الملاعب، فتاه وتمرد بعد أن خاصمه التهديف، ونسى أن الكرة مثل بنات زمان، تحب من يجرى وراءها لا من تجرى وراءه، وأين كهربا الذى كان يصعق المدافعين، فأصبح 1,5 فولت لا يضىء لمبة موفرة ولا حتى شمعة، ولماذا يلجأ على جبر إلى العنف الزائد، فينال الطرد أو الانذارات، أيمن حفنى فنان ومشاكس، ولكنه يلعب لنفسه، كوفى يتقمص أحيانا شخصية شمشون، فتذهب تمريراته القاتلة إلى الفريق المنافس، طارق حامد أستاذ فى اللف والدوران حول نفسه، والتقدم للأمام ثم الرجوع للخلف، حتى تضيع منه الكرة ويوقع نفسه على الأرض.
زمالك فيريرا كان يتميز بعدة أشياء: اللعب الجماعى وكأن الفريق فرقة موسيقية تعزف من نوتة واحدة، ارتفاع مستوى النجوم فنيا وبدنيا وتفوقهم على أنفسهم، الروح القتالية العالية والقدرة على تحقيق الفوز حتى فى اللحظات الأخيرة، وأهم من كل هذا وذاك ثقة اللاعبين فى مديرهم الفنى وتنفيذ تعليماته، فلا يغضب نجم إذا تم تغييره، ولا تشكو الدكة من الإهمال، ولا يتعمد البعض الخسارة للإطاحة بالمدرب، ويتسلح الجميع بروح الانتصارات المتتالية، ويحاولون أن يكون لهم دور حتى لو لم يشاركوا، وعندما تجىء الانتصارات تختفى المشاكل، أما الهزائم فتفجر كل أسباب الخلاف.
وعن أحوال الأهلى أقول: إنه سيقاتل حتى النفس الأخير، ولن يسمح بتسرب النقاط، بل سيعمل على توسيع الفجوة بينه وبين الزمالك، يساعده على ذلك الارتفاع النسبى لمستوى النجوم، خصوصا رمضان صبحى الذى يصنع الأهداف من لا شىء، عكس مايوكا الذى يجيد اللعب ضمن دفاع الفريق المنافس، ويضيع الأهداف ثم ينظر إلى السماء، التى تمطره بلعنات الزملكاوية ودعاء الأهلوية، والأهلى عنده عبدالله السعيد فى أحلى أيامه، وحسام غالى حسب الظروف، وإيفونا الذى يسجل أهدافا تاريخية، ليس من أجل الأهلى، ولكن لمغازلة السماسرة للاحتراف بالخارج، الأهلى اقترب منه الدرع ولن يفرط فيه، الأهلى عنده بدائل كثيرة تجعله مرتاح البال.
هل عادت أيام الزمالك العجاف؟ صعب أن نقول ذلك لأن الفريق يمتلك مقومات البطولة، إذا عالج العيوب والأخطاء، وعاودته ذكريات عام السعادة، وعثر باسم على الأهداف التى تعصاه، وعاد التيار المقطوع لكهربا قبل قدوم الصيف، ولعب حفنى للفريق وليس لاستعراض المهارات، وأعادوا إحياء مصطفى فتحى وحازم إمام، وأغلقوا شارع صلاح سالم بين على جبر وكوفى، واستعادوا التصميم والعزيمة مع شوية حظ، وأصلحوا ضمائرهم فالأهداف مثل الأعمال تأتى بالنيات الطيبة، والحياة يوم لك ويوم عليك.