فى هذه المساحة، طرحت أكثر من مرة مشكلاتنا مع ما يسمى بـ"التوك توك"، ودعوت مسئولى الأحياء بكل أدب وذوق جم أن يتعاملوا مع التوك توك، وأن يتدخلوا لعمل ما يلزم لفض الاشتباكات اللحظية بين المواطن والسيد مرذُول – عكس رفيع- المستوى سائق التوك توك، وأن يحمونا من بلطجة بعضهم، وأن يغيثوا المواطن الغلبان من سرقاتهم وتحرشهم بالفتيات بـ"اللعين واللسان واليد".
أسكن فى شارع حسنين دسوقى إحدى الشوارع المشهورة والحيوية بمنطقة حدائق المعادي، وهو أقرب لحى المعادى وتابع رسميا له، إلا أن انتشار الإشغالات ومخالفات فيه بجوار التكاتك التى تعربد فى أحشائه، تجعلك توقن وأنت تسير فيه بأنه شارع فى حي بلا مسئولين أو رقابة من أى جهة حكومية، شارع بلا قوانين وتحكمه العشوائية، والكلمة العليا فيه لبلطجة المعتدين على حرمة الطريق.
لا أدرى كيف يجلس السادة المسئولون داخل مكاتبهم فى أحياء المعادي ودار السلام والبساتين بمحافظة القاهرة، ويتركون كل هذه المخالفات الظاهرة كالشمس فى شوارع هذه الأحياء، فتلك الأحياء تعانى من تلال قمامة وبؤر للباعة الجائلين، وأسواق عشوائية، واعتداء صريح من المقاهي والمحال على حرمة الطريق فضلا عن "التوك توك" الذى لا يرحم من يسير بجواره أو أمامه أو خلفه كما لا يرحم من يستقله من زبائن.
هل يعلم السادة المسئولون أن كثيرا من الدول تعتبر التوكتوك مركبة غير مطابقة للمواصفات الأمنية، بسبب عدم اتزانه وعدم صلابة هيكله الخارجي، وعدم وجود أبواب أو أحزمة أمان، ويعرض الركاب للخطر فى حالة الحوادث، وبالتالي ترفض كثير من الأنظمة المرورية صرف لوحات ترخيص للتوكتوك لاعتقادها فى عدم صلاحيته للسير، ورغم كل هذا وذاك إلا أن التوك توك أصبح فى الشارع من المواطنين.
لكن دعونا نعالج ما يمكن معالجته فى أزمة التوك توك عملا بـ "ما لا يدرك كله لا يترك كله" فطالما غزا التوك توك شوارعنا، فعلى السادة المسئولين أن يدرسوا كيف يمكن التصدى لسلبياته وإجرامه ، هل بعمل تراخيص مؤقتة تجدد كل 3 شهور، هل بحصول هذه المركبة على لوحات رقمية أو كارت بيانات، هل بتشديد الرقابة ومنعه من السير فى أماكن ما وتحديد سيره فى أماكن معينة؟ وأن يكون هذا المنع على أرض الواقع وليس حبرا على ورق.