النظام الأمريكى الحاكم الآن لا علاقة له بالثقافة، ومع ذلك لم أتخيل أبدا أن تصل الجرأة بالرئيس ترامب وفريقه إلى درجة الإساءة للقصائد وتغيير الشعر وتبديل كلماته، لكنهم فعلوا ذلك للأسف.
اهتمت، الوكالات والمواقع الإخبارية، مؤخرا بما فعله "كين كوتشينيللى" رئيس إدارة الهجرة الأميركية بالوكالة، حيث تلاعب بكلمات قصيدة لازاروس "التمثال الجديد" المنحوتة على قاعدة تمثال الحرية بنيوريورك، وذلك أثناء مناقشته القوانين الجديدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، والتى تهدف إلى منع إعطاء الإقامة الدائمة "الجرين كارد" والجنسية الأمريكية للمهاجرين، الذين يتلقون هبات غذائية ورعاية صحية وتقديمات اجتماعية أخرى، حيث قال "كوتشينيللى" خلال مقابلة على الإذاعة العامة الوطنية (إن بى آر)، عندما سئل حول إن كانت قصيدة لازاروس "التمثال الجديد" جزء من الأخلاقيات الأمريكية، حيث غير الكلمات قائلا "تعالوا إلى أيها المتعبون والفقراء، الذين يستطيعون الوقوف على أرجلهم، ولن يتحولوا إلى عالة على الحكومة"، مع أن القصيدة الأصلية تقول كلماتها "تعالوا إلى أيها المتعبون والفقراء والجموع الحاشدة التواقة إلى استنشاق الحرية، والبائسون المهملون الذين يملأون الشطآن".
بالطبع لا يعرف كين كوتشينيللى رجل ترامب شيئا عن القصيدة وعن معناها، وربما لم يسمع يوما بأن القصيدة كتبت عام 1883 للمساعدة فى جهود جمع التبرعات لبناء قاعدة تمثال الحرية، الذى صممه النحات الفرنسى فريدريك أوجست بارثولدى، مع إطار معدنى صممه مواطنه جوستاف إيفل، وكان التمثال هدية إلى الولايات المتحدة من الشعب الفرنسى، تكريما للذكرى المئوية للبلاد.
وهذه الرؤية فى التعامل مع الشعر تكشف لنا الكثير عن ترامب وفريقه وطريقة تفكيرهم التى تستخف حتما بالإنسانية.