كعادتنا دائمًا ما من شىء يطل علينا بجديد، إلا ولابد أن يقابل بهجوم وانتقادات تصل لحد التجريح فى الأشخاص ومحاولة النيل منهم والتقليل من أدوارهم، من الممكن أن يكون ذلك مقبولاً حال وجود سوابق فشل وتحفظ قائم على حقيقة سلبة، ضد هؤلاء الأشخاص المعنيين فى مهام سبق وأن تولوها، فنحن لا نرضى ولن نقبل أن يتولى أى فاشل أو مستنفع أى مهمة فى العمل العام.. ولكن عندما لا يكون الأمر كذلك فعلينا الدعم والصبر لتحقيق المراد بالمصلحة العامة التى تساعد على التقدم والتطوير.
وعندما نحاول شخصنة الوضع هذا فى اللجنة المؤقتة التى أعلنها الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" لإدارة اتحاد الكرة لمدة عام برئاسة عمرو الجناينى وعضوية كل من جمال محمد على نائب الرئيس، محمد فضل، أحمد عبد الله، سحر عبد الحق، نرى أن ما يحدث معهم وعلى الأخص الجناينى لا يليق، خصوصا أنه أمام مهمة تطوعية وهو الذى على مستوى عمله الخاص يرتقى أعلى المناصب وله بصمة كبيرة، وعلى المستوى الكروى هو زملكاوى درجة ثالثة وهذا بيت القصيد ولكن لا يعيبه ولا يمكن أن يكون نقطة ضعف فى إدارة الكرة المصرية.
من هنا حاول أصحاب النظرة المعارضة ضيقة الحدود دائمًا استغلال ذلك والنيل من انتماء الجناينى وكيف لذلك أن يؤثر على مهمته؟، وهؤلاء يتغافلون أن اتحاد الكرة منذ بداية نشأته عام 1921 متداول فى السلطة بين الأهلى والزمالك سواء بالانتخابات أو التعيين وأخرهم عصام عبد المنعم الكاتب الصحفى وحارس مرمى الأهلى الأسبق الذى تم تعيينه فى رئاسة الجبلاية عام 2011.
كل أنواع التنمر مورست على عمرو الجناينى من قبل حتى إعلان توليه رئاسة الجبلاية رسميًا، وسط تجاهل لإمكانية أن يكون كل من قام بالتنمر، هو الآخر فى حياته منتمٍ لنادٍ يشجعه ويدافع عنه مثل الجناينى وأكثر منه ولنا فى ذلك العديد والعديد من الأمثلة والنماذج (إحنا مش بعيد عن بعض ونعانى ليل نهار من نبذة التعصب بين الجماهير على السوشيل ميديا) والغريب أن من ينتقد الشيء يقوم بمثله).
ويبدو أن الضرب فى اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة لا يأتى من الخارج فحسب، وإنما أتاها أيضًا من الداخل عن طريق الجمعية العمومية، بعدما أعلن عدد من أعضائها عقب اجتماع عقد الأربعاء فى نادى الإعلاميين، مقاطعة اللجنة وعدم الاعتراف بها، بداعى تهميش الاتحاد لدور الجمعية العمومية ورفض الاتحاد مقابلتهم.
هذا الموقف يدعونا للتساؤل، أين كان هؤلاء المعارضون من قبل، ولماذا الآن يتحركون ويهاجمون بداعى رغبتهم فى المشاركة بتغيير اللوائح، ولماذا لم يصروا على تفعيل ذلك الدور وقت ما كان لهم الحق الشرعى فى ذلك أثناء الانتخابات الأخيرة أو التكميلية لاتحاد الكرة؟ وغير ذلك الكثير من الأسئلة تطرح نفسها حول موقف هذه المجموعة من الأندية فى الوقت الذى نحتاج فيه الفترة الحالية لنقطة هدوء تساعد على تجاوز المرحلة الحالية من الكرة المصرية دون خسائر أكثر مما تحققت مسبقًا، دون الشكوك التى تثير الظنون بالباطل.
الثقة كل الثقة فى اللجنة المؤقتة لإدارة اتحاد الكرة، ليس لشىء أكثر من أن اختيار أعضائها جاء تحت متابعة ومراقبة قيادات الدولة التى تولى كل الاهتمام للرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص فى تلك المرحلة الانتقالية التى تشهد نوع من التطوير غير المسبوق على كل المستويات.