حكم الصلاة بعد شرب الحشيش أو التدخين بساعة؟.. كان هذا نص سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، خلال بثًا مباشرًا أجرته الدار قبل أيام عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وأجاب عنه أحد أمناء الفتوى بالدار، الذى أكد أن شرب الحشيش والتدخين معصية، قائلاً: "إذا كان السائل يقصد بكلمة الصلاة بعد ساعة حتى تكون رائحة الفم تغيرت، فمن الأولى ألا يشرب الحشيش والتدخين قبل قرب الصلاة.. ثم إذا ابتليت طهر فمك جيدا وغير رائحته قبل أن تدخل إلى الصلاة تحضرها الملائكة والملائكة تنفر من الرائحة الخبيثة".
السؤال الذى أثار انتباهى خلال متابعتى للبث المباشر لدار الإفتاء وأسئلة المتابعين .. دفعنى للتساؤل فى نفسى لماذا شرب الحشيش تحديدًا؟!!.. ولماذا ساعة على وجه التدقيق؟!!.. ولماذا لم يفكر السائل فى أن يطلب من الشيخ أن يدله على طريقة تعينه على الإقلاع عن التدخين وتدخين هذا الحشيش؟! أو على أقل حال لماذا لم يسأله الدعاء له أن يتب الله عليه من هذا الأمر؟!
لا أعرف الإجابة على هذه الأسئلة، ولكن لا شك أن السائل لديه قناعة تامة بأن الصلاة واجبة وفريضة على كل مسلم وهو حريص على ألا يضيع الفروض وأن يؤديها على وقتها، ولكنه حريص فى الوقت نفسه على "الكيف"، وهو فى ذلك يبدو أن لديه قناعة تامة بأن التدخين وشرب الحشيش حلال ولا شيء فيه، لذلك كنت أتمنى أن يٌفرد للإجابة عن هذا السؤال مساحة من الوقت لبيان أضرار التدخين بصفة عامة وتدخين المخدرات بصفة خاصة الصحية منها والدينية.
السؤال نفسه يفتح ملف نوعية الأسئلة التى أصبحت ترد إلى دار الإفتاء أو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، وكيف أن البعض يبدو وكأنه قد تفقه فى كل أمور الدين ولا ينقصه فيه شيء سوى معرفة حكم تهذيب الحواجب للمرأة غير المتزوجة وحكم النوم فى العمل، وحكم قتل النمل، واختلاط الرجال بالنساء فى مجموعات الـ "فيس بوك"، وصلاة المرأة بـ"البيجامة"، أو تكرار أسئلة من نوعية هل القرض حرام وهل العائد من دفتر التوفير فى البريد أو البنوك حرام أم حلال رغم كثرة الإجابة عنها.
الحقيقة أن دار الإفتاء وكل جهات الفتوى ليس أماهم بدًا من الإجابة عن أى أسئلة ترد إليهم مهما كان، لأن ذلك واجبهم تجاه أى سائل فربما حقًا كان يجهل ما يسأل عنه وربما كان السؤال بالنسبة إليه مسألة جوهرية.