تطلق وزارة التنمية المحلية بشكل دورى مسابقة أجمل قرية ومدينة على مستوى محافظات مصر، ومسابقة هذا العام شارفت على الانتهاء وإعلان النتيجة، حيث اختارت اللجان المختصة التى شكلتها المحافظات الأفضل فى محافظاتهم لخوض المسابقة، وتجرى الوزارة الآن تقيمًا لهذه الاختيارات وفقًا للمعايير المحددة.
مسابقة أجمل قرية وأجمل مدينة فرصة حقيقية لكل رئيس قرية أو رئيس مدينة فى أن يجمل مدينته وقريته، فالجوائز التى أعلنتها وزارة التنمية المحلية تتراوح من 300 ألف إلى مليوني جنيه، علاوة على صرف 5% من قيمة الجائزة مكافآت للعاملين بالوحدة الفائزة، هذا قطعًا بخلاف أن المسئول هو فى الواقع يقوم بواجبه ومهامه المخولة إليه.
تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين فى القرية أو المدينة، واحدة من بين 5 معايير حددتها وزارة التنمية المحلية لتقييم القرية أو المدينة الفائزة بعد " الإصحاح البيئى، والتنمية العمرانية، والتنمية المحلية والمشاركة الشعبية"، وهى أكثر معيار تحاول القرى تحقيقه بنسبة 100% لإرضاء المواطن ومن ثم الفوز بالمسابقة.
قبل أيام كنت فى زيارة لقريتى أم دومة التابعة لمركز طما بمحافظة سوهاج، خلال الزيارة تأكدت أن رئيس مدينة طما ورئيس المجلس القروى وربما محافظ سوهاج نفسه لم يسمعوا بعد عن مسابقة أجمل قرية التى شارفت وزارة التنمية المحلية على إعلان نتيجتها قريبًا، فالقرية ينقصها الكثير من الخدمات، بل ربما قلنا إنها لم تعرف الخدمات بعد.
هل يعلم مسئولو محافظة سوهاج أن قرية أم دومة، التى تعد من أكبر قرى المحافظة، تتحول إلى "مدينة أشباح" بمجرد غروب الشمس، بسبب عدم وجود أو تلف أعمدة الإنارة فى الشوارع والطرق الرئيسية بالقرية إلا من محيط مبنى رئاسة المجلس القروى؟!، هل يعلمون أن الأجهزة المنزلية قد تلفت بسبب ضعف التيار الكهربائى؟!.
هل يعلم المسئولون فى سوهاج، أن الوحدة الصحية بأم دومة، والتى كلفتها الدولة الملايين مازلت بدون أطباء اللهم إلا طبيبة واحدة فقط لا تبيت معظم أيام الاسبوع؟!.. هل يعلمون أن كل شوارع القرية غير ممهدة حتى للسير على الأقدام لا بالسيارات؟!، وأن مشروع الصرف الصحى توقف رغم مرور أكثر من 10 سنوات على بدء العمل به؟!.
كنت أتمنى أن تنافس قرية أم دومة، التى تضم أكثر من نجع وقرية ضمن مجلسها القروى، وباقى قرى محافظة سوهاج، بقوة فى مسابقة وزارة التنمية المحلية "أجمل قرية"، ولكن ربما قرأ المسئولون مقالى هذا وشاركوا العام المقبل.