برامج الحكومة.. وبرامج الأعضاء
واضح أن ظاهرة تزويغ السادة نواب البرلمان لن تتوقف، وتبدو تقليدا لغياب التلاميذ عن المدارس. لكن حجة التلاميذ أنهم فى دروس خصوصية بينما النواب فى «بلهنية». حتى أن مطالبات وغضب وأحزان الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس الموقر، ذهبت أدراج الرياح و «البهو الفرعونى». كانت صورة النواب وهم يغادرون قاعة المجلس أثناء مناقشة بيان الحكومة لافتة، متجاهلين مطالبة رئيس المجلس لهم أكثر من مرة بالعودة والمشاركة فى مناقشة بيان الحكومة وتحديد موقف منه بالرفض أو القبول.
النواب تركوا القاعة وجلسوا بالبهو الفرعونى ليشربوا شايا وقهوة ويتسامرون ويدردشون «حكومتى من تكون»، وبعضهم يكتفى بإبداء رأيه على مواقع التواصل أو أمام الكاميرات. متجاهلين مناقشة برنامج الحكومة بينما رئيس المجلس بح صوته وهو ينادى على السادة «الأعضاء قائلا لهم: «عودوا أيها النواب لتشاركوا فى المناقشة». بينما السادة الأعضاء مشغولون أو متفرغون للدردشة والنميمة والبحث عن الذات البرلمانية.
قد يقول البعض إن النواب يزوغون من أجل طلبات يريدون توقيعها من السادة الوزراء، أو مصالح لدوائرهم وأنهم قد يجدون حرجا فى انتقاد الحكومة وهم يطلبون توقيعات الوزراء. وأن النائب يريد تلبية طلبات دائرته ويرهقه اللف على الوزارات، ويعود للمجلس مرهقا متعبا، لا يجد لديه الوقت أو الجهد ليناقش الحكومة. لكن المفارقة أن النواب عندما يدخلون القاعة ينشغلون بالأحاديث الجانبية والنميمة غير البرلمانية، ناهيك عن اللعب فى الموبايلات ومتابعة مواقع التواصل وتجهيز طريقة ظهورهم للإدلاء بالكلام فى برامج «الشو».
والمفارقة أنه خلال الفترة الماضية تقدم نواب لرئيس المجلس ببيانات عاجلة وأسئلة وطلبات، وجهوها للحكومة والوزراء تتعلق بدوائرهم وشكاوى مواطنيهم، ومع أن رئيس البرلمان وافق على أن يعقد جلسة «كلام» لكن النواب الذين قدموا طلبات دوائرهم وزوغوا بأغلبية الأصوات، لدرجة أن رئيس المجلس أبدى غضبه وحزنه وتحذيراته يومها وهدد النواب. بلا جدوى. يعنى حتى مصالح الناخبين ليست حجة.
رئيس المجلس سبق له وهدد النواب ببث صور القاعة وهى فارغة، لكن هذا الأمر لم يؤثر فى منع التزويغ، كما أن النواب استبدلوا البث بالظهور فى البرامج الليلية وممارسة الكلام الفضائى. والخلاصة أنهم تركوا برنامج الحكومة إلى البرامج الفضائية، وربما يكون المجلس بحاجة لتعديل لائحته، ونقل مقره إلى أحد الاستديوهات التى يتم تجهيزها خصيصا لعرض البرلمان وجلساته. وهناك حل آخر هو إعادة البث الفضائى وحتى يمكن أن يشعر الأعضاء بأنهم فى برامج «توك شو» فيحسنون من الأداء البرلمانى.