أشعر بالسعادة كلما شاهدت علم مصر يرفرف فى ضيافة بلد أجنبى، وأشعر بالسعادة أكثر إن كان ذلك فى فعالية ثقافية، وهو ما سيحدث اليوم فى صربيا، فمصر هناك بصفتها ضيف شرف معرض بلجراد الدولى للكتاب.
إن وجود مصر فى العالم شرقا وغربا أمر مهم، نحتاجه دائما، لأن الدول مثل الأفراد، لا يمكنها أن تعيش وحيدة منعزلة، فهى مؤسسة اجتماعية بالأساس، وفكرة قائمة على التواصل والمشاركة.
وفى بلجراد فد مصرى برئاسة وزيرة الثقافة، هذا الوفد سيشارك فى ندوات ويقدم فعاليات، ويخبر الجميع هناك عن مصر الحاضر، وهذا ضرورى، فالناس فى كل الدنيا تعرف مصر، لكنها غالبا لا تعرف سوى صورتها التاريخية، تعرف الملك توت عنخ آمون، ولا تعرف من كتابها سوى نجيب محفوظ، لذا فإن معارض الكتب خاصة التى نكون فيها ضيوف شرف هى فرصة ذهبية لنقول للشعوب، نحن لم نتوقف منذ آلاف السنين، بل نواصل سيرنا للأمام ونتابع حركتنا ناحية المستقبل.
وشعوب العالم تحب المستقبل، لأن معناه الحياة، نعم تحب الفرجة على الماضى، لكنها تريد التواصل مع الآتي، لذا فإن الوفد المصرى الموجود اليوم ولمدة أسبوع فى بلجراد عليه أن يصنع علاقات طيبة، وأن يسعى كى لا تصبح هذه الزيارة هى الوحيدة للثقافة المصرية فى المنطقة.