لا نشك أبدا فى وطنية أحد، بالعكس نحن نقدر غيرة أى حد غيور بجد على تراب وطنه، لكن السؤال المهم :
منذ متى والأوطان لها عند الإخوان قيمة أو حرمة؟ منذ متى والأرض عند الإخوان عرض؟ أليسوا من قالوا: ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن؟ أليسوا من تركوا وطننا وذهبوا ليحرضوا على حرقه وهدمه من أوطان أخرى؟ أليسوا من هم الآن يحرقون ويهدمون ويقطعون الطرق بل ويقتلون من يسكنون أوطانهم؟
إنها الحجة الباطلة التى يضحكون بها على أنفسهم لا علينا، فنحن أولى بأوطاننا منهم، وأغير عليها من أسلافهم وأحفادهم.
ثم اسألوا أنفسكم: هل من المعقول أن يتواطأ الجيش والسيسى والخارجية على بيع ذرة من تراب الوطن؟ هل يعقل أن يعادى الرئيس شعبه لإرضاء شعب آخر؟ هل يعقل أن ينسحب الجيش من أرض هى فى الأصل أرضه ليسلمها لدولة أخرى عن طيب خاطر؟
هل يعقل أن يرتكب أى مسئول هذه الجريمة التى إن صحت أعدم بتهمة الخيانة؟ الإجابة طبعا لااااا وألف لاااااا.
وهذا ما حدث.. لا يمكن للرئيس القائد عبد الفتاح السيسى ولا الجيش المصرى الوطنى حتى نخاع التاريخ ولا الخارجية المصرية المؤتمنة على وثائق الوطن أن يسقطوا فى هذا الفخ (لو كان فخا).. ولا أن يسمحوا لأنفسهم بأن يحاكمهم الشعب والتاريخ اليوم أو غدا لهوى فى نفوسهم مثلا كما يحاول البعض أن يروج لذلك، كل ما حدث أن الوديعة ردت إلى أهلها وهذا هو الحق، الذى يجب أن يهزم الباطل مهما مرت الأزمنة وتعاقبت الأجيال.
لماذا نحكم بازدواجية وتختلف عندنا المعايير؟ وهل وقوع أى أرض تحت تصرف أحد يعتبر سند لملكيتها؟ هل صار تملك الأوطان بوضع اليد؟
عجبا عجبا.. ففى الوقت الذى نقول فيه بل نصر على أن أم الرشراش مصرية وفلسطين عربية والجولان سورية رغم وقوعهم تحت تصرف الاحتلال الصهيونى منذ عشرات السنين نأتى لنقول إن الجزيرتين مصريتين بحجة أنها كانت تحت تصرف مصر؟ لو كان سند الملكية دليله أن تكون الأرض تحت التصرف لأصبحت فلسطين والجولان وأم الرشراش إسرائيلية بحكم وقوعها تحت تصرف إسرائيل.
والحقيقة التى نقاتل من أجلها هى أن فلسطين عربية والجولان سورية وأم الرشراش مصرية، وإن كانوا تحت تصرف إسرائيل وبنفس المعيار الجزيرتان سعوديتان وإن كانتا تحت تصرف مصر.
فالحق واحد فى كل وقت وفى أى مكان وتحت أية ظروف.
يبقى أن نتسلح بالثقة فى رئيسنا وجيشنا وقيادتنا وألا ننساق وراء من يريدونها فوضى أو مكلمة أو حتى وطنية أو غيرة على غير ذى سند.
إن مصر اليوم تؤسس لمبدأ يجب أن تأخذ به كل دول العالم، ولو أخذوا به ما وجدنا صراعات إقليمية ودولية سببها أن البعض يأبى إلا أن يغتصب حق البعض الآخر بغير حق.
فيا شعب مصر ثقوا فى قيادتكم وجيشكم ومؤسساتكم فهم من تحملوا الأمانة ونثق أنهم بإذن الله أهل لها.
فالرئيس السيسى والجيش والخارجية لا ولن يفرطوا فى ذرة رمال واحدة من تراب هذا الوطن.. اعقلوها قبل أن تتكلموا.