لماذا ينحاز الرئيس لهؤلاء! لماذا يصر أن يجعلنا نشعر بأننا على باطل بالرغم من أننا على حق - بلا أدنى شك - وأن هؤلاء مجرد كذبة كبيرة لا تهدف لشىء سوى لدمار الوطن؟! أى منطق يقول يا سيادة الرئيس إننا، أى مصر، كنّا نفتقد الريادة بالمنطقة ونفتقد الدور الإقليمى! أى منطق يقول إن الرئيس الأسبق ونظامه خرب مصر ولم يقدم لها أى شىء؟! أى منطق يقول إن عهد مبارك كان عهداً مملوكياً أو صهيونياً!! أى منطق يقول إن مبارك كان عميلا للأمريكان! وصانعا للإخوان! وراعيا للفساد!! أى منطق يقول إنه جاب مصر على الأرض، كما خرج أحد الأفراد إياهم، وروج لذلك بعد اجتماعه مع سيادتك فى محاولة منه لفتح جبهة هجوم عليك! أى منطق يقول أن تسمح الدولة لأقزام أن يخرجوا على الشاشات مع أقزام آخرين ليسيئوا لمصر ورموزها ورئيسها الأسبق ونظامه بل ودوره فى حرب أكتوبر وتحرير سيناء واسترجاع طابا وووو!! أى منطق يقول أن نحتفل بإنجازات الرجل دون التنويه أنه هو الذى صنع هذا النصر أو تلك الإنجاز أو أو أو! أى منطق يقول أن نخاف نحن محبين الرجل أن نعلن عن هذا الحب خوفا من أن تصيبنا لعنة ما!! لاااااا، كفى فسِنى لا يسمح أن أصمت، ورجولتى تمنعنى ألا اكتب وأقول لماذا! لمااااااذا؟! الدولة وأجهزتها كافة، تعلم أن ما يسمى بثورات الربيع العربى ما هى إلا مؤامرة قذرة أحيكت لتشعل النيران فى المنطقة وتهدم النيران التى قامت فيها وتمحى جيوشها وشرطتها وتدمر اقتصادها، وتأتى بتيار الإسلام السياسى المتمثل فى الجماعات الإرهابية التى وصلت بالفعل للحُكم.. ولا إيه؟؟ ولولا ثورة 30 يونيو لضاعت مصر وأُبيد جيشها وانتهت شرطتها وتدمر الوطن العربى بأكمله، ولولاها أيضاً ما أتيت سيادتك رئيساً للجمهورية، إذن لماذا وضعوا 25 فى الدستور؟ ولماذا تذكرها سيادتك فى كل مناسبة وتمجدها؟ ولماذا تترك سيادتك مجاذيب هذه المؤامرة يطيحون فى الجميع ويتقلدون المناصب ويصبحون نجوم الشاشات والمجتمع!! لماذا كل هذا الحساب، اللى عملاهولهم الدولة بالبلدى كده! دول حتى ما انتخبُكش، وقالوا يسقط حكم العسكر، وشككوا فى وطنية المشير طنطاوى، وساعدوا فى وصول الإخوان للحكم بعد ما خلصوا على الفريق شفيق، وعصروا الليمون هذا، بالإضافة لحالة انقسام المجتمع المصرى لأول مرة فى التاريخ بسبب تصنيفاتهم وديكتاتوريتهم غير المسبوقة!
إنهم يتصيدون الأخطاء ويخلقون أى فرصة لتهييج الشارع وإشعال النيران، وإعادة حالة «اللاوطن» التى والحمد لله قد تلاشت تدريجياً بعد ثورة 30 يونيو، إعلام العار يساعدهم ويعضد موقفهم ويعزف أكبر سيمفونية عرفها تاريخ الإعلام فى خيانة الأوطان، لقد صمتت الدولة كثيراً سيدى الرئيس على تجاوزات وأكاذيب وتسخين الإعلام ضد كل وأى شىء، والنهاية أتت بما لا تشتهيه الدولة باختصار، لأن النيران اقتربت منها وربما تحرقها مع باقى المحروقات، البداية كانت بعد تنحى مبارك وتركه فريسة هو ونظامه للخونة والعملاء، تحت شعار تهدئة الرأى العام! وظلت التجاوزات من يومها فى تصاعد ونالت وستنال من الجميع دون استثناء، إنهم يلعبون بمقدرات الوطن والدولة تقف مكتوفة الأيدى أمام تصرفاتهم!! الدولة مكتوفة الأيدى مجبرة فهى لا تمتلك خيوط اللعبة، لأن اللعبة تكمن فى الإعلام والدستور لا يوجد به وزارة إعلام وهو شىء ليس وليد الصدفة، ضف إلى ذلك حالة التدهور الشديد للإعلام الحكومى المتمثل فى الصحافة القومية وماسبيرو هذا الصرح العظيم الموثق لتاريخ مصر الحديث.. سيدى الرئيس الأزمة محلولة بإذن الله، ولكن تتطلب من سيادتك إعادة النظر إعلامياً فالدولة تواجه كل المخاطر بدون أهم سلاح «سلاح الإعلام» الذى دافع عن عبدالناصر بعد تسليم السودان وبعد نكسة 67 ولم يستطع الدفاع عنك بعد تسليم جزيرتى تيران وصنافير للسعودية!!.. تصور يا ريس؟!