الأموال والسياسات والقوانين وحدها لا تكفى لتقدم المجتمعات، ولا لخلق الفرص التى من شأنها النهوض بتلك المجتمعات، وهنا تأتى أهمية المبادرات الإنسانية فى خلق ثقافة مبنية على الوعى والتعليم، وخاصة أن الكثير من الدول تعتمد عليها فى احتضان أعمال ومشاريع ريادية، وهنا اتجهت الدولة المصرية والقيادة السياسية لهذا النهج، ليشهد عام 2019 إطلاق عدة مبادرات إنسانية كبرى استفاد منها الملايين من المواطنين.
"100 مليون صحة".. المبادرة الأكبر فى التاريخ
تم إطلاق مبادرة 100 مليون صحة للقضاء نهائياً على فيروس "سى" والأمراض غير السارية الأخرى مثل السكر والضغط والسمنة، وتم بالفعل عمل أكبر مسح صحى شامل للكشف عن فيروس "سي" لنحو من 45 الى 52 مليون مواطن من خلال 1304 مواقع بالمحافظات، وتم علاج وصرف الأدوية لهذه الملايين بالمجان، الأمر الذى أبهر منظمة الصحة العالمية وتصفها على لسان مديرها الدكتور تيدروس أدهانوم بأنها أكبر مبادرة تنفذها دولة فى العالم.
"حياة كريمة".. مبادرة فى خدمة البطل الحقيقى
وبهدف توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجا خلال العام 2019، حرصت القيادة السياسية لإطلاق هذه المبادرة لخدمة المواطن المصرى، الذى وصفه الرئيس السيسى حين الإعلان عنها، بأنه البطل الحقيقى، متضمنة شقا للرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية، وصرف أجهزة تعويضية، وتنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وزواج يتيمات.
"المستشفى النموذجى".. وحلم التأمين الصحى الشامل
وفى إطار النهوض بالخدمات الصحية لغير القادرين والمواطنين البسطاء، أطلقت القيادة السياسية مبادرة المستشفى النموذجى، حيث تهدف لتجهيز وتشغيل مستشفى نموذجي فى كل محافظة بهدف تأهيل وإعداد المحافظات لتطبيق قانون التأمين الصحى الشامل، وبالفعل تم اختيار 29 مستشفى في المحافظات، لتقديم أعلى مستويات الخدمة الطبية للمواطنين.
إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية.. أعادت لآلاف المرضى حلم الحياة
وبعد معاناة المواطنين وخاصة الغير قادرين من الانتظار طويلا ولسنوات، من أجل إجراء عملية جراحية، أنهت القيادة السياسية خلال عام 2019 هذه الأزمة بإطلاق مبادرة القضاء على قوائم الانتظار، لإجراء كافة العمليات الجراحية للمواطنين خلال مدة زمنية قدرت بـ3 سنوات وبالمجان ووفقا لنظام رقمى وتكنولوجى بحيث يتم استقبال المرضى فى كافة المستشفيات بشكل علمى ودون أى جهد يبذله المريض.
حملات لحماية أطفالنا من الأنيميا والديدان المعوية
والاهتمام بصحة الطلاب كان محل اهتمام خلال عام 2019 فتم إطلاق مبادرة السمنة والتقزم والأنيميا، حيث تم قياس نسبة الهيموجلوبين بالدم للكشف المبكر عن الأنيميا، وقياس الطول والوزن لتحديد مؤشر كتلة الجسم ومستوى السمنة والتقزم. واستهدفت المبادرة جميع تلاميذ المرحلة الابتدائية في جميع المحافظات بالمدارس الحكومية والخاصة والأزهري، بالإضافة إلى الحملة القومية للقضاء على الديدان المعوية بمدارس المرحلة الابتدائية واستهدفت 12.5 مليون طالب على مستوى الجمهورية.
"حقك تنظمي"
وفي إطار اهتمام الدولة بإتاحة وتقديم خدمات وسائل تنظيم الأسرة، خاصةً المناطق النائية والمحرومة، تم إطلاق مبادرة "من حقك تنظمى" لرفع معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة وخفض معدلات الزيادة السكانية، التى تشكل خطرا جسيما على النهضة والتنمية المستدامة.
"نور حياة".. أعادت الأمل للملايين
ولمكافحة والعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار قررت الحكومة والقيادة السياسية تخصيص مبلغ مليار جنيه من صندوق «تحيا مصر» لتنفيذ مبادرة نور حياة فى جميع محافظات الجمهورية، وتم العلاج بالمجان تماما، حيث استهدفت المبادرة الكشف على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى مليونى مواطن من الحالات الأولى بالرعاية وتوفير مليون نظارة طبية وإجراء 250 ألف عملية جراحية في العيون.
فك كرب الغارمات
فقد تقرر تخصيص 30 مليون جنيه لمبادرة "سجون بلا غارمين" بهدف سداد ديون الغارمين والغارمات، لإعلاء الإطار الإنساني وتطبيق الحماية الاجتماعية؛ ولضمان الاستقرار المجتمعي.
بالهنا والشفا.. مبادرة لتحسين جودة الحياة
ومن أجل تخفيـف أعباء المعيشــة عن كاهل الفئات الأكثر احتياجا، تم تنظيــم قوافــل تجـوب المحافظـات عن طريق مبادرة بالهنا والشفا لتوصيـل المـواد الغذائيـة إلى مســتحقيها، وذلــك بالتعــاون مــع مؤسســات المجتمع المدنى.
وأخيرا.. فليس هذا حصر بكل المبادرات التى تم إطلاقها، ولكن هذه نماذج قدمتها الدولة المصرية، لتثبت للعالم أجمع أن مصر تستطيع، وأن المواطن المصرى هو البطل الحقيقى كما وصفه الرئيس السيسى، فضلا عن أن تلك المبادرات تعزز مبدأ التكافل المجتمعى، إذ يتحول الشباب من تفكير التواكل والسلبية والتهميش، إلى التفكير الدائم بالأساليب التى سترفع من شأنهم على المستوى الشخصى والاجتماعى..