بداية حالمة ونهاية قاتلة توجت الزمالك بطلا للسوبر الأفريقى للمرة الرابعة فى تاريخه، بفوز مستحق وعن جدارة على منافسه الترجى التونسى بنتيجة 3-1.
بعد 100 ثانية فقط من بداية المباراة أوباما يهز الشباك بالهدف الأول للزمالك فى شباك الترجى ما جاء أشبه بالحلم غير المتوقع للجماهير البيضاء وهو الهدف الأسرع فى تاريخ السوبر الأفريقى، وقبل النهاية بثوان قليلة أحرز أشرف بن شرقى هدف الختام المسك الذى قتل أحلام الترجى وأوقف أنفاس التوانسة.. وما بين البداية والنهاية كانت الغلبة لأبناء ميت عقبة وسط سيطرة كبيرة وتسيد كامل على المنافس صاحبه أداء راق وممتع فى أغلب أوقات المباراة.
لم يكن هناك أكثر مما قدمه الزمالك أمام الترجى، فقد كانت المباراة الأفضل للفريق الأبيض هذا الموسم، وظهر الجميع لاعبون وجهاز فنى على قدر المسئولية وكانوا عند حسن ظن جماهيرهم، دون الالتفات إلى أى شكوك كانت تساور البعض فى التتويج والتقليل من قدرات الأبيض على الفوز باللقب، قياسا على المستويات والنتائج المتذبذبة فى الفترة الأخيرة التى سبقت الإنجاز القارى، وهى أقاويل لم تؤثر ولو طرف شعرة على شخصية اللاعبين القتالية فى المباراة.
الترجى لم يظهر ضعيفا مثلما يروج لذلك، بل الزمالك الذى كان قويا عليه، وتمكن كارتيرون بخبراته الأفريقية فى التفوق على خصمه معين الشعيبانى فى استغلال نقاط ضعف المنافس والحد من خطورته الكبيرة المتمثلة فى الجبهة اليسرى ولاعبه المميز حمدو الهونى، وساعد الأبيض على ذلك تألق جميع لاعبيه وعلى الأخص بن شرقى، زيزو، مصطفى محمد، عبد الشافى، أبوجبل ومعهم أوباما الذى عوض بهدفه إخفاق الفترة الماضية.
على طريقة الخطف المبكر امتلك الزمالك زمام المبادرة أمام الترجى ونجح فى كبح جماح المنافس، وهى الطريقة المعتمدة للفريق التونسى الذى يسعى دائما لإحراز هدف مبكر يربك الحسابات، وهو ما فطن إليه الفرنسى كارتيرون مدرب الزمالك الذى قاد أبناء ميت عقبة بقدرة فائقة للسيطرة على المباراة، بتنوع خططى رفيع المستوى عبر توظيف وتكليف اللاعبين بمهام للحد من خطورة المنافس واللعب على نقاط ضعفه، وكان الأبرز فى ذلك تبادل الثنائى - أشرف بن شرقى هجوما وزيزو دفاعا – فى مهمة مساعدة الظهيرين عبد الشافى وحازم إمام، ليتم القضاء تماما على أهم مواطن خطورة المنافس.
من أجمل ما فى مباراة السوبر، ظهور الزمالك بروح وعزيمة الرجال مع إصرار بطولى على الانتصار، حتى فى وقت نجاح الترجى من إحراز هدف التعادل، لم تهبط المعنويات بل ازدادت ضراوة من أجل الخروج فائزين ليحرز الفريق هدفين متتاليين ولا أروع عن طريق بن شرقى المعلم الجديد وصاحب المقام الكروى الرفيع فى مدرسة الفن والهندسة، ما يدلل على أن الأوضاع داخل صفوف الفريق باتت مختلفة عن ذى قبل، وتختفى معها الروح الانهزامية بين صفوف الأبيض وهى الآفة التى عانى منها الزمالك كثيرا حتى مع تغيير اللاعبين واختلاف الأجيال.
انتصار الزمالك وتتويجه بالسوبر الأفريقى، مجرد خطوة افتتاحية فى مشوار طويل للفريق الأبيض فى معارك شهر فبراير الذى ينتظر فيه أبناء ميت عقبة مباريات من النوع الثقيل فى كل البطولات أهمها السوبر المصرى أمام الأهلى وذهاب ثمن نهائى دورى الأبطال أمام الترجى فى تكرار قريب لمواجهات الفريقين القارية.. وبالتالى يتوجب غلق ملف التتويج بالسوبر الرابع وليكن البداية والاستمرارية نحو مزيد من الانتصارات والبطولات للقلعة البيضاء.