في البدء كانت كورونا شيكولاتة شهيرة، ثم تحول الاسم المحبب إلى اسم مرعب ، مرادف للموت، عن طريق وحش خفي لا تعرف كيف ولا متى ولا أين ستواجهه.
كلمة "كورونا" تعني "التاج" بعدد من لغات العالم لأن الفيروس المسبب للوفاة يظهر تحت المجهر على شكل تاج، ولكن ليست كل التيجان تعني الملك والمملكة، فالتيجان كثيرا ما تكون قاتلة، سواء كانت على شكل فيروس يصيب الجسم أو سلطنة يتقاتل عليها طامعين في كرسي السلطة.
كورونا هو فيروس الشائعات في الأساس، فالإنسان حين يواجه ما يجهل يميل لوضعه في صور يمكن لعقله استيعابها بناء على خبرات سابقة، حتى لو كانت خبرات خرافية، فنحن الآن في "ليفيل الوحش".
شائعات لا حصر لها، ولا توجد طريقة لتأكيدها أو نفيها رغم سهولة استبعاد السيناريوهات الكوميدية منها.
هل فيروس كورونا سلاح بيولوجي مصنوع عمدا في معامل الجيش الأمريكي لضرب الصين اقتصاديا، وإخضاعها لها بعد توحش الصين ورفضها أي مفاوضات مجدية مع أمريكا حول أي شيء، أم أنه سلاح بيولوجي صنعته الصين نفسها لكنه تسرب من معاملها وأصاب مواطنيها ثم انتشر في العالم بشكل لا يمكن السيطرة عليه؟
هل تملك أمريكا العلاج الناجع للفيروس لكنها تخفيه، وتعالج به مواطنيها فقط حتى يزاداد الرعب العالمي وحتى تخضع الدول المعارضة لها، (راجع أن الإصابات الأكبر في الصين وإيران)، ثم يمكنها أن تحقق مئات المليارات من بيع هذا الدواء؟
هل تولد فيروس كورونا بسبب أكل الصينين لكل ما يمشي على قدمين أو يطير بجناجين أو يزحف على بطنه؟ أم أنه عقاب من الله للصينين بسبب فيديوهات تعذيب المسلمين رغم أن نصفها مفبرك من مسلسلات وأفلام صينية؟ أم أنها نهاية العالم تأتي على شكل فيروس تتشابه أعراضه مع أعراض الأنفلونزا؟
لا أعرف على التحديد هل أثر فيروس كورونا على مبيعات شيكولاتة كورونا أم لا، لكن في المكسيك لديهم مشروب "بيرة" باسم "كورونا" تأثرت مبيعاتها بعد الفيروس، ومن المعتاد في العالم أن تتشابه أسماء الأمراض والفيروسات مع أسماء بعض المنتجات، مما يؤثر عليها، ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، خلال ظهور وباء فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز في 1980، انخفضت مبيعات حلوى "إيدز" بحوالي 50 في المئة لتشابه اسمها مع اسم المرض.
كل هذا جميل، لكن هناك خبر شديد السوء لكنه يمكن أن يطمئننا جدا في حالتنا المصرية، فإجمالي عدد وفيات كورونا في العالم كله يا وليد، لم تصل إلى ثلاثة آلاف حالة، رغم كل هذا الذعر، في حين أن عدد وفيات حوادث الطرق فقط في مصر وحدها سنويا حوالي 10 آلاف بني آدم، ولا يوجد من يهتم أصلا.
لا تخافوا من كورونا، فالرعب المصري دائما أم الأجنبي.