تمثل أرض الفيروز قدس أقداس مصر، كما أطلق عليها العظيم "جمال حمدان" أهمية كبيرة فى حياة وجدان جموع المصريين، وكم تتعلق قلوبنا بالأخبار التى يتم تداولها عن الحرب التى يدافع فيها رجال القوات المسلحة والشرطة عن طهارة أراضينا المقدسة فى سيناء والتى دنسها الإرهاب والإرهابيون التى استوطنوها واستباحوها لتنفيذ إرهابهم وإجرامهم ضد الإنسانية وضد الأبرياء وضد رجال الجيش والشرطة، كما أشار "الرئيس عبدالفتاح السيسى" فى خطابه بمناسبة الذكرى الـ34 لتحرير سيناء ليؤكد على معانى الوحدة الوطنية بين مسلمى ومسيحىِّ مصر للدفاع عن أرضهم وأن مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض تمثل ملحمة وطنية رائعة مصدر فخر للأمة المصرية التى ضربت مثالا فى الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية والتمسك بالحفاظ على التراب الوطنى، موضحا أن هذه الملحمة ستظل علامة مضيئة فى تاريخ شعبنا العظيم منبعا تنهل منه الأجيال القادمة معانى العزة والكرامة والحفاظ على أرض الوطن.. كما أشار إلى أن إحدى مظاهر عظمة هذه الملحمة يتجلى فى بلورة معانى الوحدة الوطنية فعلى أرض سيناء الطاهرة اختلطت دماء مسلمى ومسيحىِّ مصر لتحرر كل شبر من هذه الأرض كما ضربت معركة استرداد سيناء ومن بعدها استعادة "طابا" مثلا لتكامل القدرات المصرية العسكرية والدبلوماسية والقانونية فلا حق دون أن تصونه قوة ولا قوة دون أن يوجهه عقل راجح قادر على تحديد وتوظيف أدوات الدولة وعناصر قواتها للحفاظ على أمنها القومى واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة، وبهذه الكلمات والعبارات وغيرها مما جاء فى خطابه يؤكد الرئيس المغزى لمكانه سيناء فى قلوب المصريين.. وإذا تأملنا واقع هذه الأرض المقدسة على مدار 34 عاما منذ التحرير وعودتها للوطن سنجد تهميشا وعدم اكتراث واهتمام وعدم تقدير للوضع والمكانة التى تحتوى عليها هذه الأرض سواء على المستوى التاريخى حيث تمثل هذه الأرض معبرا وأرضا للأديان السماوية أو على مستوى الأرض الطاهرة التى ارتوت بدماء شهدائنا الأبرار فى الحروب التى خاضتها مصر والتى مازالت مستمرة حتى الآن فى حربها ضد الإرهاب والإرهابيين.
سيناء تمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية ويسكنها مليون و500 ألف نسمة، وتمتاز بخصائص كبيرة طبيعية ودينية وحضارية فريدة لا تتواجد فى مكان آخر وبالرغم من وجود مدن ومنتجعات سياحية مثل شرم الشيخ ودهب ورأس سدر ونويبع وطابا وسانت كاترين إلا أنه مازالت هناك مناطق ومدن لم تكتشف بعد ولم يتم تجهيزها وإعدادها بالشكل اللائق بها، ولقد كانت سيناء على مدار سنوات طويلة وطنا للمتطرفين والإرهابيين الذين أرادوا تدمير مصر وإلحاق الأذى والشر بها وساعدهم الإهمال والتهميش الذى ارتكبته الدولة والحكومات السابقة والذى نتج عنه دمار فى البنية التحتية والتنمية والصحة والتعليم وكل شىء مما جعلها بيئة جاذبة للمتطرفين والإرهابيين الذين انتقلوا إليها خاصة فى عهد الإرهابى "محمد مرسى" وجماعته الإرهابية.
وما تقوم به قواتنا المسلحة والشرطة لتطهير سيناء والقضاء على الإرهاب والإرهابيين لا يتوقف حتى الآن ويعتبر بداية الاهتمام الحقيقى وبداية مبشرة من قبل الدولة، والرئيس "عبدالفتاح السيسى" الذى اختص سيناء بميزانية تقدر بـ"10 مليارات جنيه" للتنمية والبناء والتعمير من أجل وضع جديد ومستقبل مختلف وواعد لأهالينا هناك وقد بدأت بالفعل العديد من المقدمات من تشغيل كوبرى السلام وتطوير للموانئ وللكبارى وبناء المساكن وطرح فرص للاستثمار وغيرها، إلا أن الأهم والذى تقوم به الدولة على الوجه الأكمل هو الأمن واستقرار الأوضاع والقضاء على الإرهاب وهو ما سوف يتم الانتهاء منه عما قريب بإذن الله حتى نحتفل بتحريرها وبنائها وتنميتها وتوفير الحياة الكريمة اللائقة بأهلها الذين ولطالما عانوا معاناة شديدة على مدار السنوات الماضية.