أقسم الله بقطعة من أرضها، وطأت أقدام الأنبياء حبات رمالها المقدسة، يحتضنها البحر بـ"علامة النصر"، تربط بين قارتين عريقتين، كانت حصنا ودرعا لأمة تكالب عليها الغزاة عبر العصور، إنها سيناء، تلك الأرض التى عبرها الخليل إبراهيم ولامست رمالها العائلة المقدسة "المسيح وأمه مريم البتول"، وأقام بها موسى وقومه، بل تجلى الله لقطعة من أرضها "جبل الطور".
على مدار تاريخها مثلت تلك الأرض منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لمصر، فقد دخل الفتح الإسلامى، عبر بوابتها إلى مصر وأفريقيا، وعبر من خلالها إلى العالم، وفيها عاقب الله بنى إسرائيل بـ"التيه"، وخرج منها الهكسوس وجيش الاحتلال الصهيونى مهزومين مدحورين.
تحتفل مصر، اليوم 25 أبريل، بمرور 34 عامًا على تحرير الأرض التى ارتوت بدماء الشهداء، وتحكى قصة شعب "عاشق للنصر"، سطرت بطولاته وتضحياته الكبرى لحماية هذه الأرض ملحمة فى الدفاع عن تراب الوطن.
تحية للشعب المصرى العظيم الذى وقف خلف قواته المسلحة يدعمها ويشد من أزرها حتى تحقق النصر المبين فى أكتوبر 1973.. تحية للجيش الذى استعاد الكرامة وسجل أروع أسطورة فى التاريخ الحديث حين هزم، بعزيمة لم تفتر وإرادة لم تلن، "جيش احتلال غاصب" فى 6 ساعات وأنهى أسطورة عدو "كان يزعم أنه لا يقهر".
ستظل سيناء مقصدا يجمع بين راحتى الجسد والرو ، الأولى لما حباها الله من مقومات سياحية، والثانية المستمدة من قدسية المكان وكونها أرض البطولة والفدا .. أرض تستشعر فيها عظمة الخالق وقدرته وإرادته فى أن تضم مصر هذه البقعة الطاهرة.
وفى النهاي .. يبقى التأكيد على أن سيناء، هى المستقبل الواعد بالخير والازدهار والتقدم والرخاء للأجيال القادمة، وأن الاحتفال بتنميتها وعمرانها يمثل سدا منيعا فى وجه المتربصين بهذا الوطن.