حالة من الهدوء عاشتها القاهرة وعدد من المحافظات والمدن ليلة أمس، فى أول تطبيق عملى لغلق المقاهى والكافتيريات والملاهى والمحال ليلاً منذ السابعة مساءً، وذلك بهدف تقليل الزحام والاختلاط بين المواطنين، فى ظل الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
الهدوء كان عنوان المشهد، والالتزام كان حاضراً، فى ظل تواجد المحافظين ورجال الشرطة، فى تطبيق عملى سريع وعاجل لقرار مجلس الوزراء على أرض الواقع، مع تعاون كبير من قبل الأهالى وأصحاب المحال التجارية، الذين بادروا بغلقها فى الموعد المحدد، إيماناً منهم بالدور المجتمعى لمساعدة الجهات المعنية فى التصدى للفيروس ومنع تمدده وانتشاره بين المواطنين.
أعتقد أن غلق المقاهى والملاهى الليلية فى هذا التوقيت فرصة طيبة للحد من الجلوس عليها، والاستفادة من هذا الوقت فى شىء أكثر أهمية، وإجراء هام فى إعادة الهدوء لبلادنا والتغلب على ضجيج السهرات التى كانت تمتد لمطلع الفجر.
المتباكون على أماكنهم فى المقاهى والكافتيريات عليهم تسخير وقتهم فى شيء أكثر أهمية، وتوظيف طاقاتهم البشرية لخدمة غيرهم، أو على الأقل النوم فى الموعد الطبيعى للاستيقاظ مبكراً وبدء يوم جديد مصحوباً بالنشاط والحيوية، مثل كثير من الدول التى تطبق هذا النظام طوال العام.
"العلاج مر"، هكذا تحدث الوجدان الشعبى عن أهمية الصبر على علاج الأمراض، فالأمر يحتاج لمزيد من العزيمة والإصرار وتكاتفنا جميعاً، حتى نتغلب على هذا الفيروس الذى يحدق بالجميع دون استثناء، طالما لم ننتبه له ونقاومه بشدة، ونصبر ونتحمل الاجراءات الاحترازية التى سيكون لها مفعول السحر لاحقاً، عند الإعلان عن الإطاحة بهذا الفيروس والتغلب عليه، بصبر وعزيمة المصريين، واستعدادهم الحقيقي للتعاون مع الجهات المعنية، واتباع السلوكيات السليمة.