الوجه الآخر للحرب على كورونا كانت التكنولوجيا. العالم واجه أزمة السفر والاجتماعات ووقف خطوط الطيران والتنقل بين دوله باستغلال النصف الإيجابي والمفيد من وسائل الاتصالات الحديثة للتواصل والاجتماع عن بعد بالتقنيات الحديثة عابرا للحدود ولالاف الكيلومترات من المسافات بين الشمال والجنوب والشرق والغرب متجاوزا نظرية كبلنج "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيان".
لم تكن مفاجأه ان نكتشف ان لوسائل التواصل الحديثة وجه آخر مشرق في التواصل وتوحيد الجهود وبحث أزمات العالم الطارئة وإيجاد الحلول لها.. وليس الوجه المظلم في نشر الشائعات وتدمير الشعوب نفسيا وبث الفتن. تماما كما قلنا من قبل كالنصل او السكين الذي يمكن أن يقتل ويستبيح كل شيئ او يصنع الحلوى والمأكولات
لأول مرة يجد العالم بقادته محاصرا ومختنقا في اللقاء والاجتماع بسبب طاعون العصر الجديد الذي دفع كافة دول العالم الي اتخاذ تدابير احترازية شديدة.. فيجد الحل والنجاه في التكنولوجيا والعلم..
لأول مرة يجتمع قادة أكبر ٢٠ دولة في العالم افتراضي ويجلس كل رئيس وملك أمام شاشة كبيرة لعقد الاجتماع في مواجهه الكارثة.. توارت الخلافات وتراجعت الملفات الاقتصادية أمام الملف الصحي لمواجهه العدو الجديد الذي يهدد الجميع. ملف اسعار البترول لم يكن له الاولوية.. وما الفائدة أمام تهديد فيروس البشرية بالفناء. الكل اتفق وتوحد وأصبح "ايد واحدة" في حرب كورونا.
أعلن القادة تخصيص ٥ تريليون دولار لحماية الاقتصاد من الآثار السلبية للوباء.. وتخفيض الرسوم الجمركية لتسهيل التدفقات التجارية.. واتخاذ الإجراءات الدولية اللازمة لمنع انتشار كورونا.
اجتماع قادة العشرين الافتراضي لم يكن وحده هذا الأسبوع في التوظيف الإيجابي للتكنولوجيا ووسائل التواصل.. فالرئيس السيسي عقد قمة أفريقية مع هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي لبحث مواجهه كورونا ودعم الاقتصاد الافريقي
والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء عقد ولأول مرة أيضا اجتماع افتراضي بالفيديو كونفرانس مع المحافظين..والاجتماع الاسبوعي المعتاد مع الحكومة.
التكنولوجيا هي جناح الرحمة الذي يحمل العالم الان ويحميه من الحرب البيولوجية الشرسة.. فمن رحم الأزمة كان التعليم عن بعد والعمل عن بعد وننتظر لعب كرة القدم وعودة النشاط الرياضي عن بعد أيضا..!!